بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 فبراير 2011

الأندية الصيفية مشروع وطني ناجح

لن تجد على هذه الأرض عملا كاملا يخلوا من بعض السلبيات، فالكمال أمر نسبي يصعب الاتفاق عليه مهما كانت نتائجه عظيمة ومبهرة، قد أختلف مع غيري في وجهة نظره تجاه أي عمل مقدم ، وقد يختلف غيري معي ، وفي النهاية ميزة الكمال ينفرد بها الله عز وجل ولا يمكن أن ننسبها للبشر مهما بلغت قدرتهم ، لهذا لا يمكن أن أصف أي عمل بأنه كامل ،وفي نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل كل الأعمال الجيدة التي تفيد البشرية مهما بلغت قوتها أو ضعفها ، ويبقى العمل المقدم نتاج مجهود أناس اختاروا هذا العمل من أجل أهداف معينة كانوا يسعون لتحقيقها .
اختياري هنا لموضوع الأندية الصيفية جاء متزامناً مع قرب بداية الإجازة الصيفية فكثير من الآباء ترهقهم إجازة الصيف فكريا وماديا، فوقت الفراغ لدى الشباب أثناء الإجازة يشكل هاجس مخيف لدى الكثير من الآباء.. وهم محقين في تخوفهم ، وقد عملت وزارة التربية والتعليم منذ سنوات طويلة على وضع برامج يستفيد منها طلاب المدارس أثناء فترة الإجازة الصيفية ، ولعل مجانية أكثر هذه المراكز ساهم في الإقبال على تلك الأندية.. هذا الأمر يعتبر إيجابيا إلى حد ما .. السلبي في الأمر هو إحساس بعض الآباء بأن الأندية الصيفية لا تقدم إلا أنشطة رياضية فقط واعتراضهم يكمن في أن بعض أبنائهم قد لا تستهويهم الأنشطة الرياضية. إحساس الأب بهذا الأمر مهما بلغت درجة صوابه من عدمها يدل دلالة واضحة على عدم إيصال الأمر بشكله الصحيح من قبل إدارات التعليم إلى الأب مما ترك هذا الإحساس لديه.. وأيضا هناك من يجهل معرفته بأماكن ومقرات تلك الأندية وكان يفترض أن تقدم إدارات التعليم نشرة توضح فيها مقرات الأندية والبرامج التي ستقدمها للمنتسبين لها عن طريق المدارس ووضع إعلانات تركز على هذا الأمر.
بعض الأندية تعاني من نقص في الخدمات بسبب المباني وهذا الأمر يشكل عائق كبير، لهذا يجب التركيز على المباني الأكثر جاهزية ومتوفر فيها كل ما يحتاجه النادي من خدمات .
الفكر السائد عن الأندية الصيفية ضيق جدا فالكثيرون يعتقدون بأن دور الأندية الصيفية ترفيهي فقط والمشكلة أن هذا المفهوم تجده عند بعض التربويين القائمين على هذا العمل.. وفي حقيقة الأمر الأندية الصيفية مختلفة تماما إذ لا يجب أن يقتصر دور تلك الأندية على الترفيه فقط فالمجتمع في حاجه لمناشط مختلفة يتطلب أن يتعلمها الشباب، ولعلي هنا اختصر الأمر في جملة بسيطة ستؤدي للغاية المنشودة من تلك الأندية الصيفية والتي ينقصها الاحتراف فمتى تحقق العمل الاحترافي في هذا الجانب فأننا سنحقق نقله نوعية لتلك الأندية .
الأندية الصيفية المحترفة التي أعنيها هنا ستقدم إمكانيات عالية وبرامج مفيدة متنوعة ستسهم في تعزيز وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن لدى الشباب ليصبحوا مصدر قوة وصّمام أمان لهذا الوطن الغالي وعدة للبناء والتنمية والنهوض بالمجتمع في شتى المجالات .
الأندية الصيفية فكرة وطنية رائعة تحقق أهدافا عظيمة لشبابنا ، فمهما اتسعت دائرة النقد وكبرت تجاه هذه الأندية فيجب أن تستمر.. وكنت أتمنى من كل من عمل طوال السنوات الماضية على نقد تلك الأندية أن يقدم مقترحات وأفكار جديدة تخدم تطوير هذا المشروع الوطني الحي .

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...