بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 فبراير 2012

هل غاب العدل في قضية إيمانا؟

هل غاب العدل في قضية إيمانا؟
أثار "بتال القوس" الشارع الرياضي مرة أخرى في قضية إيمانا عبر برنامجه الشهير في (المرمى) الذي تقدمه العربية، عندما نقل المؤتمر الصحفي المصاحب لانتقال النجم الكاميروني إيمانا للدوري الإماراتي، وقد حصلت العربية على تصريح من إيمانا على هامش المؤتمر يعترف فيه بفعلته التي أنكرها في حينها، وذهب ضحيتها مجموعة من الإعلاميين، كانوا يمثلون صحيفة إلكترونية تؤدي عملها الإعلامي بكل وضوح ومصداقية، الصحيفة فقدت مصداقيتها بعد إنكار اللاعب للحادثة وأن هناك من استغل مهارته في الفوتوشوب وغير الحقائق، والآن بعدما ثبت عكس هذا باعتراف اللاعب نفسه، ترى ما الذي سيتغير؟ هل ستعتذر الإدارة الهلالية "لحسن عبدالقادر" رئيس تحرير صحيفة هاتريك؟ وهل سيرد للمصور اعتباره وعودته لممارسة عمله كمصور في الملاعب السعودية؟ أم سيختفي كما اختفى في المرة الماضية..! إن لم يترتب على هذا الموضوع إلا رد اعتبار هذا المصور ورئيس تحرير الصحيفة باعتذار معلن فهذا يكفي.. وهو أقل ما يقدم لعودة الحق لأصحابه؛ حتى لا نخسر من قيمنا أهمها وهو الاعتذار عند الخطأ، أما إن لم يحدث هذا فيجب أن يفتح تحقيق جديد في الحادثة مرة أخرى حتى يأخذ العدل مجراه ويتحقق الإنصاف، وأتمنى من بعض لجان الاتحاد السعودي أن تبادر بعمل كهذا لحفظ حقوق الوطن والمواطنين من تصرف مشين كالذي حدث من إيمانا.
ما يحز في النفس أن القضية تم التحقيق فيها من قبل لجنة الانضباط، وتم استجواب اللاعب، وبحثوا عن المصور الذي اختفى حينها ولا أحد يعلم حتى هذه اللحظة سر اختفائه، والإعلام تناول هذه القضية من كل جوانبها حتى أن بعض وسائل الإعلام استضافت بعض الفنيين والمختصين في برامج الكمبيوتر، وأثبتوا أن الصورة حقيقية.
السؤال المهم هنا: لماذا يحدث هذا التقاعص في تنفيذ القوانين الرياضية لدينا؟ وبمعنى أدق: لماذا تتباين الأحكام القانونية من حالة لأخرى على الرغم من تشابهها؟
يعلم الجميع أن القوانين شرّعت للتنظيم والعدل وحفظ حقوق الآخرين، فإن لم تطبق على أرض الواقع فلن نجد عملاً واحداً ناجحاً.
لا أريد أن أدخل في جزئية الخوف والسطوة الإعلامية التي تحظى بها الأندية الجماهيرية، فهذا الأمر يقود إلى التخاذل واتهام مباشر للأشخاص القائمين على تطبيق القانون، لكنني في الوقت نفسه لم أجد مبرراً آخر أضعه وأقنع نفسي به.
قضية إيمانا كانت واضحة، ولو جرى التحقيق والبحث والتقصي والتأكد لطبق العدل حينها ونفذت اللوائح ورفع الظلم عن هذا المصور الذي كان ذنبه الوحيد أنه مارس عمله بكل مصداقية، فهو لم يطلب من إيمانا أن يفعل ما فعل، بل قدم عملاً مميزاً يجعلنا نفخر بغيرته على وطنه والآداب العامة لأهل البلد من خلال تقديم مخالفة مشينة حدثت أمام عدسة كاميرته وأمام الجماهير، وحاول هذا المصور إبراز الجانب الأخلاقي لبلدنا من خلال رفض هذا التصرف.
لو أن لجنة الانضباط اتخذت العقوبة المنصوص عليها في لوائحها لتناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر في كل أنحاء العالم، ولنقلنا الصورة الإيجابية عن الرياضة في السعودية من حيث تطبيق القوانين، وأنها لا تخضع لنجومية أحد كائناً من كان. إلا أن هذا الأمر لم يحدث مع الأسف، ولا أعتقد أنه في قادم الأيام سيحدث شيء حيال هذا الأمر، بل أظنه سينتهي كما انتهى في المرة السابقة، وتغلق القضية دون أن تعلن أي نتائج في هذا الصدد.
أقول وأكرر من خلال هذا المقال: لو لم يحدث إلا الاعتذار للمصور والصحيفة التي يعمل بها فهذا يكفي؛ حتى يعرف الناس أن الحق عاد لأصحابه وثبت صدق المصور وأنه لم يكن متجنياً على أحد، أو قادته ميوله لفعل هذا، وأتمنى أن يفعل رئيس الهلال هذا الأمر ويبادر بالاعتذار باسمه واسم الهلال لهذا المصور والصحيفة حتى لا نعدم العدل والإنصاف في رياضتنا وندخل في باب القوة والسطوة؛ لأن القانون من المفترض أنه لا يعرف صغيراً أو كبيراً، والجميع يجب أن يخضعوا لكل بنوده، وتنفذ في حق كل المخالفين دون أي استثناءات .
دمتم بخير،،،

سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...