بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 مارس 2021

مهر الدوري

 إنها عبارة ذكرها الكابتن «عمر السومة»، مهاجم الأهلي بعد خسارة فريقه من الشباب في الجولة الـ(20)، وأكَّدها بعده زميله «محمد العويس» حارس مرمى الفريق، وأخذ يتناولها جمهور الأهلي ما بين واقعيتها ورفضها، فمن ناحية واقعيتها تبدو صحيحة؛ لأن فريق الأهلي هذا الموسم ينقصه اللاعب الأجنبي المؤثر، الذي فشلت الإدارة في إحضاره. أما مَن رفضوا هذا التصريح فهم لا يلغون حقيقته، لكنّهم يرون أن الأمر شأنٌ داخليٌّ خاصٌّ بالأهلي، وكان من الأفضل أن يبقى داخل البيت الأهلاوي، وفي تصوري هذا هو التصرّف الصحيح، فلكل منظومة عملٍ خصوصيتها ومشاكلها التي يجب أن تحلَّ بهدوء بعيدًا عن الضجيج وإثارة بعض المشاكل، التي ستعيق أي حلولٍ يمكن أن تحضر لتجاوز الأزمة.

لقد ألقى حديث «عمر السومة» وزميله «محمد العويس» بظلاله على الجميع، وفتح موضوعًا مهمًّا تعاني منه الكرة السعودية منذ سنواتٍ طويلة، ليس لديَّ إحصائيات واضحة حول الموضوع، لكن نسبة فشل اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية مرتفعة، ولا يوجد نادٍ يحتفظ باللاعب الأجنبي حتى يكمل عقده إلا ما ندر، ربما يكون الخلل في هذا الأمر مرتبطًا بالطرفين، لكن هذا بالفعل ما يحدث!




إن حالة الاستقرار في هذا الجانب عند الأندية السعودية تكاد تكون معدومة، ففي كل موسمٍ نشهد حالة تغييرٍ شبه كاملةٍ في العنصر الأجنبي، وهذا بحدِّ ذاته يكبِّد الأندية المنافسة على حصد البطولات الكثير من الخسائر المادية والمعنوية، إذ لا يستطيع أي نادٍ أن يجزم بنجاح أي لاعبٍ أجنبيٍّ مهما كان يحمل من سيرة ذاتية، فالأمور قد تختلف عند اللاعب، وقد لا ينسجم، وبالتالي نعود للدوامة الأساسية، وهي التغيير والبحث عن بديل، إذ يحدث في أحيان كثيرة أن تقع الأندية ضحيةً للسماسرة في هذا الجانب، خصوصًا حين يكون الوقت ضيقًا، ويجب أن تتم عملية البحث بأسرع وقتٍ ممكن!

إن نجم الأهلي وهدّافه التاريخي «عمر السومة» وضع يده على الجرح -وإن اختلفنا معه في طريقة التصريح ووقته- إلا أن الكرة السعودية ما زالت تهدر ملايين الريالات على اللاعب الأجنبي، دون أن تكون هناك حلولٌ واضحةٌ في هذا الإطار، وهذا الأمر يرهق ميزانيات الأندية، ويجعلها تتراجع على مستوى النتائج خاصة، فالأندية تعيش الآن مرحلة ضبط عملية الإنفاق بعد ربط التعاقدات بشهادة الكفاءة المالية.

وفي تصوري أن عملية البحث عن اللاعب الأجنبي تحتاج الكثير من التأني والتروي والاستشارات قبل قرار التعاقد، وعلى الأندية التي يصعب عليها اختيار اللاعب الأجنبي الجيد بسبب الضائقة المالية الاهتمام بالفئات السنّية، فبعض الأجانب الآن في دورينا أقل إمكانيات من العنصر المحلي.

ودمتم بخير..

zaidi161@

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2059872

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...