بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 أغسطس 2021

قصص حمدالله وقصصهم معه..!

 

 

 يقدم النجم المغربي «حمدالله» في النصر مستوى فنيًّا كبيرًا، وله تأثيرٌ في الكثير من المباريات التي شارك فيها ولعب الدور الأبرز في تحديد نتيجتها، وفي حالة غيابه عن أيّ مباراةٍ يكون لهذا الغياب التأثير الأبرز على الفريق، وكل الأندية المشاركة في دوري الأمير محمد بن سلمان يتمنون وجود نجمٍ بحجم «حمدالله» ضمن التشكيلة الأساسية، لكن في واقع نجوم كرة القدم وما يحدث معهم من تقلباتٍ لا تجد نجمًا كامل المواصفات، فالنجوم المؤثرون تشوبهم أحيانًا تصرفاتٌ تؤثر على طبيعة عملهم داخل منظومة الفريق؛ لأن فيه نجومٌ تتحكم فيهم مزاجيتهم وعدم قدرتهم على التأقلم مع الأنظمة الموضوعة من قبل إدارة الكرة في الفريق، ونجومٌ آخرون يتصرفون بنرجسيةٍ عاليةٍ وأن وجودهم في الفريق مؤثر، ومن هذا المنطلق يحقّ له أن يفعل ما يشاء دون أن تطوله بنود النظام وعقوباته الموضوعة، ناهيك عن بعض النجوم الواعدين الذي يخسرون مستقبلهم بعدم قدرتهم على أداء عملهم الفني بالشكل الجيد، بعد أن يوقّعوا عقودهم الاحترافية الأولى وبمبالغ ضخمة لم يحلم بها في يومٍ من الأيام، بعدها يبدأ الوضع الفني لديه بالانهيار إلى أن يصل إلى مرحلةٍ يصعب عليه مجاراة عناصر الفريق، ويبدأ يفقد قيمته الفنية ليصبح خارج حسابات المدرب.

لكن النجم المغربي «حمدالله» حالةٌ مختلفةٌ بعض الشيء؛ لأن نجوميته طاغية، وكل تصرفاته تحت المجهر من الجميع، ويمكن أن تفسّر حسب الاستفادة منها، فالمنافسون يسعون لتضخيم أيّ حدثٍ حتى يخرج هذا النجم من الملعب، ويفقد التركيز، والمناصرون يرون أن الكيان أهم من أيّ نجمٍ؛ لذلك يكون النقد حادًّا وشرسًا في بعض المواقف، وكل هذه الأشياء مرتبطةٌ بعقلية اللاعب ومدى نضجه، بمعنى أن النجم الكبير «حمدالله» يستطيع أن يتفادى بعض التصرفات التي يُتعمد إحداثها بين الفينة والأخرى، كأن يستجيب لتغيير مدربٍ دون أن تظهر عليه علامة الامتعاض؛ حتى لا يجد مثل هذا الحدث تضخيمًا، ويكون مصدرًا للتأويلات والاستنتاجات والشائعات التي يتبنى الإعلام المنافس نشرها، مثل خروجه من التمرين وتوجهه إلى المطار، ومن ثم المغادرة للمغرب دون إذنٍ من الإدارة، كل هذه التصرفات يستطيع أي النجم تجاوزها حين يعمل على ضبط النفس، وتكون عنده ثقافة الفريق الواحد والمصلحة المشتركة لإنجاح هذا العمل وتحقيق النتائج الإيجابية، وفي هذا الجانب لا يجب أن نغفل العمل الإداري وطريقة التعامل مع كل لاعبي الفريق، كلٌّ حسب حالته النفسية والانفعالية والمزاجية، فالنجم الصغير في السنّ يجب أن يكون عامل التوجيه والمتابعة مستمرًا معه حتى لا يخسر موهبته، والنجم صاحب الخبرة تعمل الإدارة على ضبط سلوكياته من خلال التعامل معه وفق العقد المبرم بينهم، فالعمل الاحترافي الإداري في كرة القدم يحتاج لمرونة، وهذه المرونة تخضع لتفاصيل العقد، وطالما أن اللاعب يسعى جاهدًا لحفظ حقوقه فالنادي أيضًا من يجب أن يحفظ حقوقه من خلال فرض النظام والانصياع له من قبل الجميع، كذلك الجمهور له الحقّ في أن تكون الشفافية حاضرةً معه حتى لا يصبح ضحيةً للشائعات، وتكون هناك فرصةٌ لإثارة الخلافات والاختلافات فيما بينهم، وتصبح عملية الدعم مرتبطةً ببعض التحزّبات والفرق، فهناك مَن سيدعم الفريق ويقف معه، وهناك في الطرف الآخر مَن سيرفض الدعم ويطالب بالتغيير ويصبح النادي في دوامة التغييرات والتخبطات.



وقفة:

كرة القدم لعبةٌ جماعيةٌ جميلةٌ لا تخلو من الأحداث والمتغيرات، ومَن يملك خبرة التعامل مع كل أحداثها سيقدم عملًا كبيرًا تتحقق من خلاله النتائج الإيجابية.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2079529



ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...