بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 4 ديسمبر 2021

المدرج يسأل: هل العالمي بخير؟

 

 

 بعد السلام 

المدرج يسأل: هل العالمي بخير؟

 للنصر جمهورٌ كبيرٌ وعريضٌ بمختلف الأعمار، أناسٌ عشقوا هذا الكيان منذ بداياته، وما زالوا في عشقهم ماضين، توارثوا هذا العشق جيلًا بعد جيل، يفرحون بانتصاراته، وتزعجهم انكساراته، بالنسبة لهم هو جزءٌ من حياتهم، ولبعضهم هو الحياة بكلِّ معانيها الجميلة منها والسيئة، يتناقلون أخباره ويناقشون مشاكله، بل إن كثيرًا من الحلول تخرج من مدرجهم العظيم، كل هذه الأشياء تجعل النصر تحت وطأة الضغوطات؛ لتجبر مَن اختار أن يعمل في هذا الصرح العظيم أن يكون أكثر حذرًا عند اتخاذ أي قرار، فأي هفوةٍ أو غفوةٍ سيكون لها ردّة فعلٍ كبيرةٍ من هذا المدرج العظيم.

نعم المدرج يسأل: هل العالمي بخير؟ حاليًّا لا أحد يعلم خفايا الأمور، وهل فعلًا هو بخيرٍ ويتحسن أم ما زال يعاني من أمورٍ إداريةٍ وفنيةٍ تعطل مسيرته هذا الموسم؟



فبعد مباراة الأهلي في الجولة الثالثة عشرة استبشر هذا المدرج العريق خيرًا، فلعلها أولى خطوات العودة للمنافسة من جديد؛ لذلك ورغم تأخر بعض القرارات التي كان من الأفضل أن تكون حاضرةً قبل هذا التوقيت، خاصةً في هذا الموسم الذي اعتبره النصراويون موسمًا سيتحقق فيه كل شيءٍ على الصعيد المحلي والقاري، إلا أن الفشل القاري ألقى بظلاله على المدرج الأصفر، ولم يتبقَّ لهم في هذا الموسم سوى الإنجازات المحلية، التي لو استطاع النصر أن يجمعها ستكون بمثابة اعتذارٍ كبيرٍ وشافٍ لما فات، وهم بالتأكيد يستطيعون فعل ذلك، فالروح التي ظهر عليها النصر في مباراة الأهلي متى ما استمرت كفيلةٌ بحصد البطولتين المتبقيتين في سباق الموسم.

جميعنا يعلم أن العمل الذي تصاحبه ضغوطاتٌ كبيرةٌ تكون نتائجه ضعيفةً في الغالب، وهذا أمرٌ يتطلب قوةً إداريةً وحكمةً في تسيير الأمور، ففي النصر اتخذ رئيس النصر «مسلي آل معمر» القرار الأصعب بإنهاء عقد النجم الميداني «عبدالرزاق حمد الله»، هذا القرار يراه البعض أنه قرارٌ مناسب، وجاء في وقته لمصلحة الفريق، ويستشهدون بالحالة النفسية والمعنوية التي كان عليها بعض نجوم الفريق في مباراة الأهلي، مثل النجم البرازيلي «تاليسكا»، والنجم الكاميروني «فينسنت أبو بكر».



في الطرف الآخر من جمهور النصر أناس رفضوا القرار، وما زال الذهول يسكن عواطفهم، ولم يستجيبوا لصوت المصلحة العامة، ويدركوا أن هذا النجم المغربي لن يكون مفيدًا في القادم من الأيام، واستمراره سينهي مسيرة الفريق مبكرًا من أي منافسةٍ في هذا الموسم، مبررات الإدارة القانونية ليست واضحةً، لكنهم يملكون حسب بيانهم ما يجعل موقفهم سليمًا قانونيًّا، ومحاولة العودة أو العدول عن هذا القرار لن تكون مجديةً، وهم مستأمنون على حقوق النصر أمام الله ثم أمام جمهوره.

إن القرارات الكبيرة في العمل والمبنية على تفاصيل سليمة ستكون فائدتها كبيرة، وستعيد بوصلة العمل لوضعها الطبيعي، قد يخسر النصر بكل هؤلاء النجوم جولة، ولن يعتبر هذا فشلًا حين يكسب المعركة في نهاية المطاف.

إن ردة فعل جمهور النصر في أي موقفٍ واضحة، ولهم الحق في كل مواقفهم، وكلٌّ حسب ما يعتقد أنه صحيح، لكن هذا الجمهور العظيم يجب أن ترتبط ردة فعله بالمعلومة الصحيحة فقط، فالتأويلات والتضليل واختلاق الأكاذيب لن تخدم النصر، بل ستساهم في تعطيل مسيرته، والثقة يجب أن تكون قائمةً بينهم وبين من اختاروا بمحض إرادتهم أن يتسلموا زمام القيادة، النقد مطلوب، لكن بعض الانتقادات تكون مبنيةً على معلومةٍ غير صحيحة؛ وبالتالي لن يكون لهذا النقد فائدة.

الحراك التصحيحي الذي يحدث هذه الأيام في النصر سيعيد الأمل، وتعود الطموحات من جديد لمدرج النصر الكبير؛ لذلك أقول: النصر العالمي سيكون بخير.

دمتم بخير..

رابط المقال : 

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2089927

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...