بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 سبتمبر 2023

الجمهور ورسالة الغنام

 

 

 

 

بعد السلام

الجمهور ورسالة الغنام

 



 يمكن أن تكون مباراة الملحق الآسيوي الذي جمعت بين «النصر» و«شباب أهلي دبي» الإماراتي من أسهل المباريات التي خاضها النصر هذا الموسم، ولن أدخل في تفاصيلها الفنية، أو الأخطاء التحكيمية التي صاحبتها، بل سأكتب عن أمر آخر مختلف حدث بعد نهاية المباراة، وقد يكون له تأثير مباشر على مرّ السنوات الماضية في مسيرة بعض اللاعبين، وهو يتعلق بحديث «سلطان الغنام» بعد المباراة، والذي كان واضحاً فيه الاستياء، مما حدث من جمهور النصر أثناء استبدال مدافع النصر «عبدالإله العمري»، استوقفتني جملة من حديث «سلطان الغنام» حين قال: أي لاعب يحمل شعار النصر يجب على الجمهور الوقوف معه ودعمه مهما كان الأمر، يحسب لـ«سلطان الغنام» روح القائد التي تحدث بها، ويحسب له أيضاً أنه شعر بإحساس زميله في الفريق؛ مما جعله يُثير هذه النقطة في هذا التوقيت بالذات، ففي مباريات كرة القدم الجمهور هو جزء مهم من منظومة العمل، حين يؤدي دوره كما يجب، فهو بالتأكيد سيكون شريكاً في الانتصار، وحين لا يفعل ذلك سيكون أحد أسباب الخسارة متى ما حدثت، هذه الثقافة يجب أن تكون سائدة في المدرجات؛ حتى يصبح العمل الفني داخل الملعب في تصاعد بعد ما يلمس الدعم المعنوي من الجمهور، لذلك تجد نجوماً كثراً يركزون دائماً وأثناء سير المباراة على حث الجمهور لفعل ما يجب فعله من تشجيع ومؤازرة، وفي كثير من المباريات كنا نشاهد «كريستيانو رونالدو» يتوجه إلى الجمهور، ويطلب منهم الدعم والتشجيع وعدم التوقف، خاصة حين يكون الفريق متأخراً بالنتيجة كما حدث في مباراة الملحق الآسيوي. عموماً هذه النقطة ليست وليدة اللحظة، بل دائماً ما نلاحظ حالة الاستياء من جمهور النصر على كل لاعب يتراجع مستواه الفني، فيكون الحل هو التخلص من اللاعب واستبداله بلاعب آخر، رغم أنهم في فترة معينة كانوا يعتقدون أنه ضالة الفريق، لكن حين يتراجع مستواه لظروف معينة يصبح من الضروري إبعاده والبحث عن غيره، وفي كثير من الأحيان يتحقق لهم ما يريدون ويذهب هذا اللاعب لنادٍ آخر ويقدم مستويات كبيرة، ثم تبدأ رحلة الندم على التفريط باللاعب، وقد تلام الإدارة على هذا الفعل كما حدث مع «فراس البريكان» الذي منذ رحيله عن النصر، وهو يقدم مستويات كبيرة ينافس من خلالها على هداف الدوري، رغم العدد الكبير من الأجانب في مركز رأس الحربة، ما يجب أن يفهمه الجمهور من حديث «سلطان الغنام» أن دوره يتمثل في الدعم فقط دون الدخول في تفاصيل العمل الفني المرتبط بمدرب الفريق، لا يمكن أن يكون الجمهور لديه رؤية فنية أفضل من المدرب الذي يتواجد معهم بشكل يومي في الحصة التدريبية؛ لذلك من المهم ألا يتحول عمل المدرج إلى جانب آخر ليس لديه التفاصيل الكافية لأن يحكم على اللاعب، ويبدأ في التقليل منه، ومن قيمته الفنية داخل الملعب. إن حديث «سلطان الغنام» يجب أن يكون نقطة تحول لكل الجماهير الرياضية، حتى يتحسن العمل الفني، ويحدث الاستقرار المنشود، ومن ثم يرتفع المستوى الفني لكل مسابقاتنا الكروية، وعلى اللاعب أيضاً أن يراجع نفسه باستمرار، ويعمل على أن يتحسن مردوده الفني داخل الملعب.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2142011

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...