بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 13 أكتوبر 2023

رياضة بلا سياسة

 

 

 

 

بعد السلام

رياضة بلا سياسة

 

 




 

 إن الكثير من الجوانب السياسية مظلمة، لا يمكن أن تحدد لها مواقف واضحة، وهذا تحديداً ما يزعج شعوب العالم، فالتفاصيل الغامضة لا تشجع على تحديد رؤية معينة؛ وبالتالي الشعوب في كل مكان لا يروق لها هذا العمل المغلّف بكثير من الغموض والتوجهات الغريبة، لأن يبقى المشهد السياسي على حاله، مبنيّاً على اجتهادات شخصية من بعض المهتمين بالسياسة، وتفاصيلها وأحداثها المتضاربة والمتناقضة، وحين تكون المواقف واضحة وسليمة، وحقائقها ضمن إطار الواقع دون اجتهادات تصبح الصورة أكثر وضوحاً، ويمكن لأي إنسان أن يحدد موقفه، ويسير وفق قناعاته الشخصية المرتبطة بالحالة النفسية له، ومدى قدرتها على فرز الخير والشر من وجهة نظره؛ لذا من المهم دائمًا الارتباط الذهني بالمواقف الثابتة التي تسير عليها بعض الدول التي تسعى للاستقرار وفرض كل الضوابط الأمنية، التي تجعل المنطقة في حالة هدوء ونمو وتطور، كما تفعل السعودية.

لست منحازاً للمملكة العربية السعودية لأني أحد أبنائها فقط، بل لأن الواقع يفرض نفسه، فهي -وأعني السعودية- من أهم دول المنطقة التي تسعى للسلام، وتساهم في كل القرارات التي تُعجل بمسيرته؛ حتى تعيش دول المنطقة وشعوبها في سلام دائم؛ يعزز من فكرة التغيير والتطور والوصول لآفاق تنموية جديدة، بعيدة عن الحروب والخراب والدمار الذي تخلّفه فوضى تلك المآسي، والتي نلمسها في بعض دول المنطقة وبعض الدول العربية والأجنبية كذلك، قد يكون هذا الحديث من أهم الأسباب التي جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يعمل على عزل مسابقات كرة القدم التي تندرج تحت مظلته عن الجوانب السياسية للدول، وهذا الأمر في حد ذاته جيد ومناسب لكل الشعوب التي تبحث عن الحياة الطبيعية وسبل تطورها ورفاهيتها، من خلال هذا نستطيع أن نقول إن ما فعله الاتحاد الإيراني لكرة القدم قبل مباراة الاتحاد السعودي وسباهان أصفهان الإيراني ينافي كل المبادئ الإنسانية الطبيعية التي تجعل حالة الرضا قائمة بين شعوب المنطقة، وبالخصوص الشعب السعودي والإيراني، هذا العمل الذي تعمد الإيرانيون تنفيذه قبل المباراة يشوّه كل القيم والأخلاق المرتبطة بكرة القدم، ويفسد كل سبل التنافس الشريف في كرة القدم؛ لهذا تجد حالة التعاطف مع قرار مراقب المباراة وفق البيانات الصادرة بهذا الخصوص دليلاً واضحاً على أن الجانب الإيراني تعمد بكل قبح تسييس الرياضة، وتشويه هذا المشهد الرياضي الذي من المفترض أن يكون جميلاً، يليق بأكبر قارة في خارطة الكرة الأرضية.

ما زلنا ننتظر من العقلاء في الجانب الإيراني تعميق أواصل السلام في المنطقة، والمساهمة في دفع عجلة التنمية لكل دول المنطقة وشعوبها، وألا تكون الرياضة طرفاً في الصراعات السياسية، وأن تصبح كرة القدم كطائر سلام يرفرف في سماء المنطقة؛ لينشر مشاعر الحب والسلام.

ودمتم بخير،،،

 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2145569

 

 

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...