بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يونيو 2007

الاستغناء عن (باتريسيو) خطأ كبير

قد تتعدّد الآراء ووجهات النظر قد تختلف، وليس في ذلك عيب على الإطلاق بل هي ظاهرة صحية، وهنا ومن خلال هذا المقال وبحكم متابعتي المستمرة

للشأن النصراوي أجد نفسي ميالاً لبقاء (باتريسيو) موسماً آخر.

ففي الأسبوع الماضي استضافت جريدة الرياضية مدرب النصر البرازيلي (باتريسيو) في حوار مميز.

في حقيقة الأمر لا أدري لماذا راودني الشعور بالغبطة والسرور وأنا أقرأ الحوار فلم ألمس من هذا المدرب إلا كل ما هو جيد، بل ممتاز ولا أدري لماذا أجد إدارة النصر تتجه نحو إلغاء عقده؟! الرجل أجده مخلصاً ويؤدي عمله بطريقة احترافية مميزة أم هي مصروفات بلا فائدة!؟ مدرب جديد يعني أعباء مالية جديدة على إدارة النادي فلو استغل مبلغ التعاقد مع مدرب جديد لتسديد بعض الديون والالتزامات المالية التي نقرأ عنها يومياً في الصحف لربما كانت الفائدة أكبر وأفضل.

في هذا الحوار تطرق (باتريسيو) إلى جوانب عديدة في مسيرته القصيرة مع النصر وهي جوانب مهمة ستفيد النصر الموسم القادم ولعل أبرزها يكمن في ما يحتاجه النصر، حيث ربط عودة النصر إلى ساحة البطولات والإنجازات بالنظام وركز عليه ومضاعفة الجهد والتعاون بين الجميع.

ثم انتقل للأمور الفنية وطلب إحضار لاعبين أجانب إلى أعلى مستوى، أعجبتني عبارة قالها في الحوار عن اللاعب الأجنبي، حيث قال: إن لم يكن اللاعب الأجنبي أفضل من المحلي بمراحل فلا داعي لإحضاره ونعتمد على شباب النادي أفضل.

كان واضحاً من الحوار أن (باتريسيو) لم يفرض أي اسم على إدارة النصر، بل اعترف وكان صريحاً وراضياً عندما ترك الحرية المطلقة للإدارة.

مهمته كانت تكمن في تحديد ما يحتاجه الفريق حتى يتخلص من بعض نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق وتدعيمها بلاعبين يستطيعون سد بعض الثغرات ويفيدون الفريق مستقبلاً.

رغم أنني لدي قناعة تامة بأن التحديد مع اختيار الأسماء يجب أن يكون من اختصاص المدرب فهو صاحب الرؤية الفنية الأولى للفريق لكن السيد (باتريسيو) يرى أن إدارة النصر تملك الخبرة الكافية في النواحي الفنية وهو يثق بآرائهم كما كان واضحاً من إجاباته أثناء الحوار.

أعجبني في (باتريسيو) قوة شخصيته، تحدث عن النجم البرازيلي دينلسون الذي قدم للنصر بمبلغ ضخم واعترف بأنه من أبعده عن الفريق، بل قال بصريح العبارة إنه لم يكن يحتاجه، الميزة الوحيدة التي أثنى عليه فيها مواظبته على أداء التمارين لكن إذا لم يفد الفريق ما الفائدة من مشاركته؟

إبعاد دينلسون عن الفريق وعدم الاعتماد عليه دليل واضح على قوة شخصية هذا المدرب وقوة الشخصية أمر مطلوب لنجاح عمل أي مدرب، وتحول النجم الجماهيري (محمد الخوجلي) إلى الفريق الرديف دليل آخر لا يقبل الشك بأن هذا المدرب لا يقبل في الملعب إلا من يعمل بجد وإخلاص.

* على إدارة النصر التفكير مائة مرة قبل الاستغناء عن (باتريسيو) ففي تصوري ووجهة نظر شخصية أجده هو الأنسب للمرحلة القادمة وربما بوجوده بعد توفيق الله وإضافة بعض العناصر للفريق سيتحقق المراد.

(باتريسيو) ومن خلال الحوار كان أكثر ما يخشاه على الفريق الضغط الجماهيري ومطالبتهم المستمرة بالبطولات وقال: هذا الأمر يسبب حملاً إضافياً إلى اللاعب مما يفقده التركيز أثناء المباراة.

وهنا على إدارة النصر أن تتوقف عن إطلاق الوعود وتركز على العمل والعمل فقط، فالتصريحات التي تطلقها عبر وسائل الإعلام بأن الموسم القادم سيكون مختلفاً عن هذا الموسم وسيكون على مستوى تطلعات الجماهير النصراوية سيزيد من حجم الضغط والضحية في النهاية تركيز اللاعب فالمدرب (باتريسيو) لمح لهذه النقطة ووصفها بالمزعجة وتؤثر على العمل الفني.

(باتريسيو) وعبر هذا الحوار أوضح للجماهير والمتابعين حجم الجهد الذي يجب أن يبذله الجميع من أجل النصر ولم يخف أي شيء.

في النصر هذه الأيام قد يكون العمل مميزاً فهم بدءوا بتوزيع العمل على اللجان وبدأت كل لجنة بأداء أعمالها المنوطة بها فكانت أولى الثمار تنظيم مجلس أعضاء الشرف، دعوة الإعلاميين وفتح قناة حوار معهم، التعاقد مع النجم الكبير (عبد الله الواكد)، المؤشرات تبشّر بالخير وتدل على أن رجال النصر يسيرون بنصرهم إلى حيث ما يتمناه كل محب لهذا الكيان.

الجزيرة ــ 6 / جماد الآخرة / 1428هـ

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...