بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 يوليو 2007

أبناء المدارس على أسوار الأندية

وأنا أتابع بعض المنتديات الرياضية توقفت عند إحدى الصور التي كانت منشورة في المنتدى الرسمي لنادي النصر.. هذه الصورة كانت عبارة عن مجموعة من جماهير النصر يقفون على السور الخلفي للنادي الذي يطل على ملعب كرة القدم من أجل متابعة تمارين الفريق الأول.. عندها وجدت نفسي أمام أمر صعب ومنظر غير جيد.. وبعد التحري والسؤال اتضح لي أن هؤلاء الأشخاص هم طلاب مدارس لا يملكون قيمة العضوية التي من خلالها يستطيعون دخول النادي وممارسة ما يحبون فمبلغ (300) ريال مبلغ بالنسبة لهم كبير.

ترى هل ناقشت إدارة النصر هذه النقطة قبل فرض قيمة العضوية؟ أم أن إدارة النصر تؤمن بالمثل المصري (اللي ما معهوش ما يلزموش) فهل يملك هذا التلميذ مبلغاً كهذا؟ ربما تتمكن أعداد بسيطة من دفع هذا المبلغ، لكن الأغلبية بالتأكيد لا يستطيعون، وإن توفر لديهم مبلغ كهذا فهم بالتأكيد لديهم ما هو أهم من دخول النادي، فالحياة التزاماتها كثيرة وأعباؤها صعبة تضطرهم لتوفير مبلغ كهذا من أجل مساعدتهم للإيفاء ببعض التزاماتهم علماً أن من يدفع مبلغاً كهذا فهو بالتأكيد سيكون زيادة عن حاجته.

فهل من المعقول أن تعلم أنديتنا أبناءنا التلاميذ كيفية القفز على الأسوار!! فكما أعرف ويعرف الجميع ما هي الأهداف التي أُنشئت الأندية من أجلها.. وما الشريحة المستهدفة في المجتمع؟ أليست فئة الشباب!!! والأهداف الجليلة تتمثَّل في استثمار وقت الفراغ!! ولن يكون هناك فراغ أكبر من وقت الإجازات وعطل المدارس.

بعد مشاهدتي للصورة وجدت من واجبي وأنا أملك كل هذه المساحة في الصحيفة الرائدة (الجزيرة) أن أكتب عن هؤلاء وباسمهم لعل ما سأكتبه يصل لإدارة نادي النصر حتى يجدوا حلاً لمثل هؤلاء التلاميذ.. ولتعلم إدارة النصر المتمثلة بالأمير فيصل بن عبد الرحمن والأمير الوليد بن بدر بأن من بين جماهير النصر تلاميذ ليسوا أبناء ثراء ولا يملكون نصف هذا المبلغ حتى يدفعوه من أجل الحصول على العضوية وممارسة ما يحبون.

بكل أمانة هناك تلاميذ أولياء أمورهم يكادون فقط يوفرون ضروريات الحياة لهم وليس لديهم القدرة على دفع مبلغ العضوية فأين يذهب أبناؤهم وقت العطل والإجازات؟

أنا لست ضد التنظيم ولست ضد استخراج العضوية، لكن فات على إدارة النصر تلك الشريحة الكبيرة الموجودة بالمجتمع والمتمثلة بتلاميذ المدارس الذين لا يستطيعون استخراج تلك العضوية بمبلغ كهذا ربما يستخرجها جزء منهم لكن الأكيد أن الأغلبية لا يستطيعون.

شريحة كبيرة من طلاب الجامعات أو المدارس يرون في الذهاب للنادي أمراً يسعدهم وأنهم سيقضون وقتاً ممتعاً فيه، لكنهم يصطدمون بقرارات الإدارة التي تفرض عليهم قبل الدخول تقديم العضوية حتى يسمح لهم بالدخول.

يجب على إدارة النصر وضع نظام جديد للعضوية يكون منصفاً فالموظف ورجل الأعمال يختلفان عن التلميذ ويجب مراعاة هذا الأمر جيداً.. وفي تصوري يمكن أن تحل هذه المشكلة بأن يقدم التلميذ ما يفيد بأنه تلميذ وبأنه حسن السيرة والسلوك بمدرسته أو جامعته.. بعدها يُطلب منه مبلغ رمزي يمنحه حق متابعة تمارين الفريق الأول بالنادي.. بهذا فقط نكون قد قدمنا للمجتمع الرسالة الحقيقية التي وجدت من أجلها الأندية.. نوقف التمادي في تسلُّق الأسوار من أجل مشاهدة التمارين بمعنى أن رسوم العضوية يجب أن تختلف بين التلميذ وغير التلميذ بحيث يبقى مبلغ (300) ريال لغير التلاميذ ويخفض للتلاميذ إلى الربع مثلاً.

معاك يا الأخضر

أنا على يقين بأن الإعلام له الدور المباشر في دعم المنتخب السعودي ومؤازرته وأدرك تماماً مدى التأثير الذي يتركه على الشارع الرياضي سواء بالمملكة العربية السعودية، أو في أي دولة أخرى وإيماناً مني بهذا الدور أجد نفسي أمام بعض الانقسامات التي يسعى البعض لغرسها في عقول بعض الجماهير السعودية فما لحظته خلال الأيام الماضية يجعلني أنتقد كل تلك التصرفات غير المسئولة التي لا تمت للتنافس بصلة، فما ذهب له بعض الإعلاميين خلال اليومين الماضيين أمر مستغرب فمنهم من يهاجم النجم ياسر القحطاني ويسعى للتقليل من مكانته عند إهداره لأي فرصة تهديف بسبب أنه هلالي.. وبالمقابل تجد هناك من يترصد للنجم الآخر سعد الحارثي وينتقده بحصر كل أخطائه أثناء المباراة وذلك لأنه نصراوي.. تينك الفئتين نسيتا أو تناستا إن صح التعبير أن ياسر وسعد يمثّلان الوطن ويلعبان بشعار واحد.. فلماذا نخلق مثل هذه الأجواء التي لن يكون بأي حال من الأحوال مردودها جيداً على المنتخب بل ستكون سبباً مباشراً في الإخفاق إن حدث - لا سمح الله - النتائج التي لحظتها بسبب هؤلاء الإعلاميين على بعض الجماهير سواء كان عبر المنتديات أو الأماكن العامة والتي تتمثَّل في أن الهلاليين يتفاعلون مع كرات ياسر.. والنصراويين يتفاعلون مع كرات سعد وكأنها مباراة الفرص بين سعد وياسر.. فهذا يتفاخر بنجمه.. وذاك يتفاخر بنجمه وتركوا اسم الوطن الذي يجب أن يكون التفاخر به دون سواه.ياسر وسعد نجما المنتخب السعودي ذهبا لتأدية واجب وطني، وليس لكسب إنجازات شخصية.. تلك الأفكار يجب أن تدفن في مهدها ولا تخرج للجماهير، فالتنافس لا يكون بهذه الطريقة.والقلم أمانة: رسالة أوجهها لكل من حمل أمانة القلم بأن يتقي الله قبل كل شيء فيما يكتب ويضع قلمه لخدمة الوطن فتلك هي المواطنة الحقيقية.

سلطان الزايدي (جريدة الجزيرة الخميس 5/رجب / 1428هـ )

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...