بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

الشاطر حسن والحظ العاثر

مضى الكابتن حسن العتيبي جل حياته الرياضية أسيرًا لمقاعد البدلاء، مما أفقده البروز والظهور الفني والإعلامي رياضيًا طول فترات حياته الرياضية، وهذا الأمر ربما من وجهة نظر اللاعب نفسه يندرج تحت مسمى «الحظ العاثر»، هي إجابة قد يجد من خلالها حسن العتيبي مؤاساة لنفسه، تريحه من عناء الإجابة على أسئلة كثيرة يصعب عليه مواجهتها أو حتى التفكير فيها، وربما قد تتسبب في إحساسه بالذنب تجاه مستقبله وحياته الرياضية الماضية. بقليل من الإيضاح سأتطرق لموضوع القرار الصائب والخاطئ في حياة حسن العتيبي، وستكون البداية مع أول عقد احترافي له. حدث في ذلك العقد جدل كبير بين أطراف كثيرة، فبعد توقيعه للنصر، ظهر الاحتجاج الهلالي على عدم مشروعية التوقيع، مما جعل لجنة الاحتراف -في ذلك الوقت- بقيادة الدكتور صالح بن ناصر تصادق على احتجاج الهلال، وعودة حسن العتيبي لفريقه الأصلي الهلال، وبطلان توقيعه مع النصر، الذي كان وقتها في أمس الحاجة لوجود العتيبي. في ذلك الوقت كان القرار بيد حسن العتيبي، وكان من الضروري النظر لمستقبله الكروي بغض النظر عن بعض التفاصيل المالية. لأن وجود حارس عملاق -كمحمد الدعيع- سيحجب عنه المشاركة، وسيظل حبيسًا لمقاعد البدلاء فترة طويلة، وبهذا لن يستطيع المشاركة، ولن يكون بمقدوره الظهور، فكان من المنطق والعقلانية أن يفكر جيدًا قبل أن يقرر ويبقى مع الهلال، خصوصًا وأن مستواه الفني يضمن له اللعب أساسيًا في أي ناد آخر غير الهلال. بهذا القرار الخاطئ والذي افتقد للعقلانية، وابتعد عن المنطق، ساهم بشكل أو بآخر إلى أن وصل به الحال إلى التمرد، وعدم الانصياع لقرارات المدرب، وزيادةً على ذلك أصبح بعيدًا عن كل شيء جميل في عالم الكرة، بعيد عن المنتخب، ولم تكن له مشاركات فعالة في إنجازات الهلال، فالنسبة العظمى من بطولات الهلال منذ تواجد حسن العتيبي في الهلال لم يكن له دور فيها. بعد أن بلغ حسن العتيبي من العمر عامه السادس والثلاثين، قرر أن يتمرد على مقاعد البدلاء، وقد جاء هذا التمرد متأخرًا كثيرًا، فلم يبق من عمره الرياضي -حتى وهو حارس مرمى- إلا اليسير، وهنا أيضًا يفشل حسن في اتخاذ القرار الصحيح، فالقراران لم يكونا متوافقين مع هاتين المرحلتين. ففي الوقت الذي كان فيه من الضروري التمرد على الجلوس على مقاعد البدلاء -لما يملكه من مقومات تجعل لتمرده ما يبرره كصغر سنه ومستواه الفني العالي- لم يفعل... واليوم وبعد أن بلغ من العمر الرياضي نهايته، وبدء يتراجع مستواه الفني، قرر التمرد. وهذا يؤكد بأن الحظ العاثر لم يكن سببًا مباشرًا لما وصل إليه حسن العتيبي مع ناديه الهلال. سيرة حسن العتيبي -بكل تفاصيلها- يجب أن تكون درساً يستفيد منه كل لاعب لديه طموح وأهداف، يريد أن يحققها في مسيرته الرياضية، حتى يعلم جيدًا أن المال ليس هو كل شيء، وأن الانجازات والبحث عن تقديم الذات وبناء مسيرة مميزه، مرتبط بالطموح والعطاء. اختار الكابتن حسن العتيبي البقاء في الهلال، وهو يدرك أن فرصة المشاركة في الفريق أساسيًا ضئيلة جدًا، في ظل وجود نجم كبير كمحمد الدعيع، إلا أنه اختار القرار الخاطئ، ولو أنه قرر الرحيل حينها لناد يضمن من خلاله المشاركة أساسيًا؛ لأصبح الآن حسن العتيبي يقف على إرث رياضي كبير، لربما جعله من أساطير الكرة السعودية. لهذا أؤكد على أن القرارات التي يبنى عليها مستقبل الفرد، سواء كان لاعبًا أو غير ذلك، تحتاج إلى دراسة وتفكير عميق، دون أن يكون للحظ مكان فيها، ولن يحدث هذا الأمر إلا من خلال تحديد أهداف واضحة تتلخص في إجابة أهم سؤال قد يواجه الإنسان في حياته: «ماذا أريد؟»، وإجابته تتطلب أشياء كثيرة، لعل من أبرزها: وجود الرأي الحكيم والمخلص والمرشد في نفس الوقت، فمن الطبيعي أن يكون الإنسان في بداية حياته غير ملم بكل المتغيرات من حوله، ويحتاج لمن يضع أمامه كل الاحتمالات التي تتوافق مع إمكانياته الفكرية والبدنية. دمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...