بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 23 مارس 2013

لغز آسيا حيّر الهلال

يسعى الهلال منذ أن بدأت النسخة الجديدة لبطولة آسيا إلى (تحقيق) لقب البطولة والمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، وهذا ما ينقص الهلال حتى يكتمل عِقْدُ البطولات في مسيرته الكروية الحافلة، بل إن أنصار الهلال أصبحوا ينظرون لهذا الأمر بشكل مختلف، ولم يعد يعني لهم أي منجز (محلي) طالما المنجز المهم لم يحضر بعد، وهو تسيّد القارة والحصول على أهم ألقابها. يقول رئيس الهلال: إن اللقب الآسيوي أصبح صعباً على الهلال، وبالتالي هو أكثر صعوبة على أي نادٍ محلي آخر، وربما يكون هذا الكلام صحيحاً إلى حد ما لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها مستوى (الإنفاق)، فما ينفق على الهلال يعتبر ضعف ما ينفق على أي نادٍ آخر باستثناء بعض الأندية ذات الحظوة الجماهيرية. قد يقول قائل رداً على مقولة رئيس الهلال:إن الأهلي في النسخة الماضية كان طرفاً في نهائي البطولة، ولو أن طبيعة المسابقة تفرض تساوي الفرص بين الفريقين لربما كان الأهلي السعودي هو البطل. ما أعنيه من هذا الكلام هو أن الأندية السعودية الجاهزة منها لا تستطيع أن تقدم للوطن منجزاً قارياً على مستوى الأندية، على الرغم توافر الإمكانيات، والدعم الكبير الذي تحظى به من رؤساء الأندية وأعضاء الشرف والمداخيل الاقتصادية التي تحصل عليها من الرعاة، ولو درسنا الوضع المالي لمن حققوا هذا اللقب قد لا نجد أرقاماً خيالية كمصروفات كما نجد عند الأندية السعودية والخليجية بشكل عام. نادي السد القطري وضع ميزانية ضخمة يصعب على أي نادٍ في منطقة الخليج توفيرها من أجل أن يحقق هذا المنجز في الموسم قبل الماضي، وبالمقارنة مع فريق أولسان الكوري الذي كان بطلاً للنسخة الماضية نجد هناك (فرقاً) شاسعاً على مستوى الإنفاق بين الناديين، فلم تتجاوز ميزانية الفريق الكوري الموضوعة لتحقيق البطولة 20 مليون دولار، بينما الفريق القطري تجاوز ضعف هذا الرقم حتى يحقق كأس البطولة، لهذا من حقنا أن نربط بين فريق ضخ مبالغ كبيرة جداً وآخر لم ينفق إلا القليل، وكلا الفريقين حققا البطولة..! هذه المقارنة تفرض علينا الخوض في بعض الجزئيات لكلا الناديين..! فالنادي الكوري كيف كان ينظر لهذه البطولة..؟ وما الأهداف التي يتطلع لتحقيقها بعد الحصول على لقب آسيا المهم..؟ وأيضاً نادي السد القطري ماذا كان يريد من تحقيق هذه البطولة..؟ دراسة هذا الأمر بالشكل الدقيق ستقودنا حتمياً إلى أمر واحد يجعلنا نتفهم كيف تطورت الكرة في شرق آسيا وتراجعت في غربها..! هناك في الشرق أيقنوا وأدركوا أن الكرة أصبحت (صناعة) وليست مجرد كلمة يكتبونها من أجل الاستهلاك الإعلامي، هم تعاملوا مع الوضع بأكثر جدية، ورسموا الخطط، بحيث تكون هذه الصناعة وأعني - كرة القدم- ذات فائدة أكبر وأشمل، ومن ثم ستأتي الأمور الأخرى سواء على مستوى النتائج أو على المستوى التطويري وإظهار الصورة الإيجابية لدولهم. نحن في غرب القارة تختلف النظرة لدينا وبالتالي يختلف التفكير..! وهذا يقود لوضع أهداف لا تتوافق مع الإمكانيات الفنية والتنظيمية لدينا. مازالت الفكرة عن كرة القدم أقل بكثير من ما يوجد في الجهة الشرقية من القارة، فنحن ننظر لها من باب الترويح وقضاء وقت الفراغ والتفاخر. أنديتنا في الخليج أكثرها (مديونة) والجزء الآخر تدعمه الدولة، وهذا خلل واضح يدل على أن الأندية في غرب القارة لا تستطيع أن تقدم الحد الأدنى من متطلباتها حتى تسير نحو الطريق الصحيح وتبحث عن التطوير والتقدم، فالمسؤولون عن الأندية لا يشغل فكرهم سوى تأمين مصروفات أنديتهم بالقدر الذي يحقق لهم إنجازاً جديداً بأقل مجهود دون أن يهتم ببعض الجزئيات المهمة في النادي. فعلى سبيل المثال؛ لا تجد من يناقش ويبحث في نوعية التأسيس، أو الأسلوب الفني وما تقتضيه المرحلة، أو البحث عن مصادر دخل ثابتة تعين النادي على الإيفاء بمتطلباته، كل الأمور والنقاشات تدور حول توفير المال (بالهبات)حتى لا يتعطل النادي. بينما في شرق القارة هم يفكرون في الطريقة الصحيحة للحصول على المداخيل المالية، وهذا من وجهة نظرهم لن يتحقق إلا من خلال وضع قيمة فنية للأندية والمنتخبات لديهم. بمعنى أن نادي أولسان الكوري عندما وضع بطولة آسيا من أهدافه حققها ليس من أجل التباهي والمباهاة فقط، بل أدرك أن بطولة كهذه ستعود عليه اقتصادياً بأرباح جيدة تضاعف من مداخيله الاقتصادية، بينما السد القطري لم يستفد من تحقيق البطولة اقتصادياً كما استفاد أولسان الكوري. الحقيقة التي تم تغييبها بشكل أو بآخر هي أن ما يحدث لكرة القدم من تراجع في دول الخليج وفي الكرة السعودية تحديداً مقارنة بالدول في شرق آسيا هو بسبب عدم فهمنا الصحيح للأسلوب الأمثل في تغيير نمط التفكير حتى يتواكب مع ما يحدث في العالم المتقدم كروياً..! متى ما بحثنا عن التغيير الحقيقي كفكر وآمنّا بأن الكرة أصبحت حقاً (صناعة) ولها عوائد اقتصادية بغض النظر عن أي أمور أخرى سنجد أنفسنا أمام العمل الحقيقي الذي ينقلنا للمنافسة الحقيقية على كل المستويات الاقتصادية والفنية. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...