بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 مارس 2013

نادي نجران.. معاناة وإهمال

بصراحة لا أدري ما سر تمسك بعض الأندية في زين بالاستمرار في الدوري الممتاز للمحترفين وهي غير قادرة على مواجهة متطلبات وجودها في دوري وضع للمحترفين فقط ؟! فمن لا يملك القدرة على الانسجام مع تكاليف هذا الدوري ليس من الضرورة في حقه المقاتلة على البقاء موسماً آخر، نادي نجران وغيره من الأندية الفقيرة التي لا تملك مصادر دخل ثابتة تُعينها على مواجهة كل الصعوبات المالية خلال الموسم، ما الفائدة من بقائهم موسماً أو موسمين في دوري المحترفين وبقاؤهم لم يجلب لهم أي مردود مالي، ولم يحفز التجار والمستثمرين على رعايتهم وخصوصاً من أبناء المدينة التي يقع فيها هذا النادي الضعيف مالياً؟! ما أفهمه أن النادي الذي يتمكن من الصعود للدرجة الممتازة يكون له أهداف واضحة، خصوصاً في زمن المال والاحتراف، ومن البديهيات أن يكون ضمن هذه الأهداف هو الظهور لدوري أكثر اهتماماً وأضواءً حتى يكون سبباً في زيادة مداخيل النادي من خلال برامج استثمارية ربحية كثيرة تساعد النادي على تأمين الجزء الأكبر من مصروفاته، فإذا لم يستطع تحقيق هذا الأمر فلا فائدة من استمرار بقائه وعليه العودة حيث كان إلى أن يعيد ترتيب أوراقه. أنا هنا لست ضد الطموح، لكن ضد الطموح غير المدروس، ليس مجرد البقاء في دوري المحترفين لمجرد البقاء فقط دون أن يكون هناك عمل واضح يخدم النادي من كل الاتجاهات؛ مستفيدين من وجودهم في دوري كبير يشاهده الجميع، هذا هو التفكير الصحيح. ما الذي يجعل نادياً مثل نجران يعجز عن دفع رواتب لاعبيه؟ يأتي الرئيس في نادي نجران أو أي نادٍ آخر من الأندية المتأخرة بوعود من بعض أعضاء الشرف بالدعم، وعندما ينتصف الموسم ويحتاج هذا الرئيس للدعم ممن وعدوه بذلك لا يجد إلا القليل منهم، يعيش فترة رئاسته -مهما كانت مدتها- وهو ينتظر الهبات دون أن يسلك طريقاً آخر يبحث من خلاله عن مصروفات ناديه، فلو أسس مشروعاً استثمارياً للنادي من خلال ما يصله من هبات يكون له عوائد ثابتة لربما لن يحتاج لدعم أعضاء الشرف بالشكل الكبير. بصدق وتجرد لا يوجد من يحسن قيادة الأندية اقتصادياً باستثناء أربعة إلى خمسة أندية فقط، والرئيس الذي يأتي وهو غير مقتدر مالياً لرئاسة أي نادٍ وجاء لأن أعضاء الشرف طلبوا منه ذلك لن ينجح ما دام ينتظر الهبات والوعود، لكن من يفكر في تأسيس عمل استثماري يفيد النادي حتى لو اعتمد في ذلك على بعض الهبات فهذا رئيس ناجح وقد وضع الأسس الصحيحة لاستثمار ناجح يفيد النادي مستقبلاً. الفكر الاستثماري للأندية مازال دون الطموح والمأمول، ولن يتغير هذا الأمر إلا من خلال خطط استثمارية مدعومة من الدولة بطريقة أو بأخرى، بمعنى أن تكون الدولة هي الممول الرئيسي لكل الأندية، من خلال إعانة ثابتة وكبيرة لمدة معينة من الزمن تكون موجهة لتأسيس بنية اقتصادية لكل نادٍ، وخاضعة لرقابة خاصة من الدولة من خلال تقديم تقارير مالية واضحة ومفصلة عن سبل الإنفاق.. - (أو) تفرض الدولة على الشركات الاستثمارية الكبيرة دعم الأندية كالبنوك المحلية أو شركات الاتصالات وغيرها ممن هم في عالم الاستثمار ويستفيدون من الدولة دون أن يقدموا للدولة ما يتناسب مع حجم الاستفادة. الرياضة والمنافسة الرياضية والوجود الرياضي بالشكل المرضي يحتاج إلى دعم وتأسيس حقيقي، حتى نستطيع أن نتحرك وفق إطار واضح ككتلة واحدة، فعندما تشتد المنافسة في كرة القدم -على سبيل المثال- بين الأندية هذا سيعود على منتخباتنا بالمردود الإيجابي على مستوى النتائج، وسيصبح للعبة اهتمام أكبر لأن الفوارق الاستثمارية بين الأندية أصبحت ضعيفة ويستطيع أي نادٍ من خلال استثماراته أن يبحث عن الجيد والمميز حتى يستفيد منه على المستوى الفني للعبة، وهذا التوجه سينعكس على بقية الألعاب في الأندية، وستكون هناك إنجازات كبيرة على مستوى كل الاتحادات الرياضية. تفعيل الجوانب الاستثمارية في الأندية مطلب ملحّ وضروري قبل أن تتساقط الأندية السعودية واحداً تلو الآخر معلنين إفلاسهم، ما يحدث لنادي نجران صورة لا تقبل الشك ولا تحتاج المراوغة بالعبارات حتى لا نقول الحقيقة واضحة وصريحة، نادي نجران -بكل آسف- يعلن إفلاسه، وأعضاء إدارته يهددون بتقديم استقالاتهم والبقية على نفس الطريق ما دام الحال لم يتغير. على المسؤولين عن رعاية الشباب أن يتحركوا بشكل أوسع وينقلوا معاناة الأندية ومدى ضرورة استمرارها كقطاع حيوي ومهم للجهات العليا في الدولة من خلال تقديم التقارير الخاصة بالوضع الرياضي في البلد والمقترحات التي تهم تطور الرياضة وسبل تطويرها، هذا إذا أردنا إنقاذ أنديتنا من الإفلاس..! ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail. com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...