بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يناير 2014

العميد في حضرة البلوي

الانتخابات فكر حضاري مهم في وسطنا الرياضي الذي نسعى جاهدين من أجل تقديمه بالصورة المناسبة والمتوقعة عن رياضتنا، وبما أن الفترة الماضية من مسيرة الرياضة السعودية شهدت منافسات على مستوى الاتحادات والأندية في اختيار رؤساء لبعض المواقع الرياضية فإن الحديث اليوم سيكون حول الانتخابات، وبما أن نادي الاتحاد حديث عهد بهذا الأمر فإن الحديث عمّا جرى في الاتحاد سيكون أكثر تفصيلاً عن غيره. العميد اليوم مع الأستاذ إبراهيم البلوي يبدأ مسيرة جديدة قد تشبه في المستقبل القريب للمسيرة الذهبية التي قادها شقيقه منصور البلوي في فترة سابقة، فهل يتحقق لإبراهيم نفس الظروف التي تحققت لشقيقه في تلك الفترة..؟ الأيام القادمة ستكشف هذا الأمر جيداً، لكن الأكيد أن الرئيس مقبل على عمل كبير ويحتاج أن يركز فيه بشكل كبير؛ مع تأمين الكثير من العوامل التي من شأنها أن تدعم كل أفكاره وتجعله يسير بالاتحاد حيث يتمنى الجميع. ما أعجبني في الأمر بعد اكتساح إبراهيم البلوي قائمة المرشحين -وتحقيقه نسبة أصوات عالية جداً عن أقرب منافسيه- حديثه عندما قال: انتهى الكلام وأصبحت رئيساً، والاتحاد اليوم يبدأ العمل، وهذا الحديث له دلاله واضحة على أن الرجل جاء ليعمل ويقدم الاتحاد بصورة مختلفة عن الفترة السابقة، وبطبيعة الحال هذا ما يتمناه المشجع الاتحادي وهو أن يعود بطل آسيا وعميد الأندية كبطل له هيبة يخشاه الجميع داخل الميدان. ربما المشجع الاتحادي البسيط المتيم بالعميد يخشى على الرئيس الجديد من الحروب الداخلية..! ويتوقع أن هناك أناساً معارضين يرفضون تكرار تجربة منصور البلوي مع الاتحاد..! فهم يعتقدون أن منصور كان يمارس نظام الملكية الخاصة.. ويعتقدون أن الاتحاد مع استمرار عائلة البلوي في دفة الرئاسة يحجب عنهم المشاركة في دعم مسيرة الاتحاد..! متى ما استمر هذا التصور لا أعتقد أن النجاح سيكون حليف إبراهيم البلوي.. فالأندية تحتاج للدعم المادي والمساندة المعنوية، وعدم استغلال الأخطاء وتأجيج الرأي العام، فالهدوء والاستقرار من أهم شروط النجاح.. وعلى إبراهيم البلوي أن يبدأ عملية الإصلاح من الداخل، ويبذل كل جهده في هذا الأمر.. فالمال وحده لن يكفي لإعادة الاتحاد، بل المنظومة كاملة تحتاج إلى اهتمام وتركيز من خلال تجاوز كل الخلافات وفتح أبواب النادي على مصراعيها للجميع، وترسيخ مفهوم أن الاتحاد للجميع ليس بالقول فقط بل بالعمل من خلال بعض القرارات المناسبة التي تكفل توحيد الصف. العمل الجديد بقيادة الرئيس الجديد يحتاج إلى خطط جديدة تعتمد على أولويات معينة يحتاج إليها النادي، ومعالجة بعض السلبيات بالتدرج قبل التفكير في المنافسات الرياضية؛ بمعنى أن يفكر الرئيس الجديد في أسلوب مختلف يصنع به بيئة عمل جيدة تمنح الاستقرار والتركيز كشرط أساسي بدونه سيكون العمل ضعيفاً محفوفاً بالمشقة والترنح في مسيرته، وقد يسقط في أي لحظة ويعود معها الاتحاد لذات الدوامة. بشكل عام، الوضع الاتحادي الآن بالنسبة للجماهير مطمئن لحدٍّ ما، ومع الوقت ستتضح الصورة أكثر، وسيعرف الجميع مدى قدرة الرئيس الجديد على تنفيذ هذه المهمة التي ترشح لها واكتسح تصويتها. ما حدث في انتخابات الاتحاد قبل الاقتراع وأثناء الاقتراع نجاح جديد يحسب لعميد الأندية، وهو بالفعل نادي الأولويات، ورجاله قادرون على إخراجه من أصعب الأزمات، إلا أن بعض التصرفات والتكتلات والضدية هي سبب الفشل الاتحادي في استمرار أي رئيس..! فهل يعقل أن يكون إبراهيم البلوي هو الرئيس العاشر أو التاسع خلال خمس أو ست سنوات مضت..! هذا مؤشر خطير يدعم رأيي في الأسطر السابقة، الرئيس الذي يريد أن ينجح يجب أن يبدأ الإصلاح من الداخل، ويفتح قنوات التحاور مع الجميع، ويتعامل بمبدأ الاتحاد للجميع قولاً وعملاً.. في النهاية وتوقع شخصي؛ الاتحاد مقبل على سنوات زاهرة مع بلوي آخر قد يتميز عمّن سبقه في الكيف والكم أيضاً.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...