بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 مايو 2014

كم عدد بطولات النصر..؟

للمدرجات في الملاعب السعودية لغتها الخاصَّة التي تحكمها العاطفة، وكلُّ ما يصدر عن تلك المدرجات لا يمكن أخذه على محمل الجدِّ أو التسليم بصحته والوثوق به، فعاطفة المشجِّع لا تخضع لمقياس الحقيقة في أغلب الأحيان؛ لأنَّها تعتمد في الأساس على فكرة الانتصار على المنافسين فقط، وإقصاء الطرف الآخر طالما أنَّ فكرة الخسارة في منافساتٍ كهذه غير مقبولةٍ بالنسبة لهم، حتى في مسألةٍ تاريخيةٍ كتبها التاريخ ووثَّقها، لكنَّ العجيب أنَّه يوجد مَن يتلاعب بمشاعر الجماهير، ويصف لهم الوهم على أنَّه حقيقةٌ لم يكتبها التاريخ...! وربَّما يوصف مَن كتبها رغم توثيق الحقائق بالمزوَّر والمتلاعب. ونحن في كرتنا نمرُّ بمأزق التوثيق، ونعلم جيداً أنَّ الحقيقة يجب أن تكتب وتظهر للناس، وليس هناك مجالٌ للجدل أو الاستنتاجات، فالجهات الرسمية منوطةٌ بتوثيق الحدث، ومطالبة بتدوين التاريخ وإظهار الحقيقة للناس؛ حتى لا نترك المجال للاجتهادات والتأليف والإساءة للتاريخ، الذي هو جزءٌ من تاريخنا الرياضي وتاريخ أنديتنا، والذي على أساسه ظهر المشجِّع الشغوف والمتيَّم بفريقه. يقول صديقي: أسوأ شيءٍ في الحياة تزوير التاريخ...! ومَن يخوضون في تاريخ أنديتنا ويصنِّفون إنجازاتها هم أناسٌ يكذبون على الأجيال القادمة، فمَن عاش الماضي يعرف الحقيقة، ولن يتأثَّر بهذا الهراء، لكنَّ الأجيال القادمة ستحمِّلنا المسؤولية إن سكتنا، وسيفقدون الثقة في مَن سبقهم، وقد نورث لهم الجدال في بعض المسائل التي كان من المفترض أن تصدر من جهات الاختصاص بالتوثيق، وإعطاء كلِّ صاحب حقٍّ حقَّه في تاريخه وسيرته، إلاَّ أنَّ هذا لم يحدث...! إنَّ المتابع للمدرَّج السعودي خصوصاً في سنة "التيفو" يلاحظ أرقاماً تعبِّر عن عدد البطولات التي تُوِّج بها النادي خلال مسيرته التاريخيَّة من سنة تأسيسه حتى وصوله لسنة "التيفو"، ومع هذه الأرقام يحضر معها الجدل، ويكثر اللغط ولا تُفهم الحقيقة مع مَن...!! هل هي في المدرَّج الذي يضع ما يشاء من أرقامٍ وفق عاطفته، أم في ملفات وأدراج المسؤولين عن رياضة الوطن؟!، وإن كان الاحتمال الثاني صحيحاً، لماذا لا تخرج تلك الملفّات من أدراجهم؟ فالتاريخ من حقِّ الناس، وحجبه عنهم جريمةٌ لا تُغتفر، فالأجيال تريد الحقيقة، وليست مسؤولةً عن أفكار شخصٍ أراد أن يستفيد من جدالٍ دائرٍ بين الجماهير حول مسألةٍ حسمها بيده...! في هذا التوقيت بالذات من المفترض أن يصبح الشأن المهم والهمَّ الحقيقي أن نحفظ التاريخ ونوثِّقه؛ حتى لا ينشى النشء وقد غابت عنه الحقيقة تماماً. اليوم وبعد عودة النصر للبطولات سيكثر الحديث، وسترتفع أصوات المطالبين بالحقيقة، كم عدد بطولات النصر والهلال والشباب والأهلي والاتحاد وكل أندية الوطن...؟ الأمر ليس فيه مجالٌ للاجتهاد أو أنَّه خاضعٌ لميولٍ صحفيٍّ قرر في يومٍ أن يعدِّل عدد البطولات في سجل نادٍ يستهويه، وهذه حقيقةٌ حدثت في أحد الصحف المتخصصة، فبعد أن حقّق النصر بطولتي كأس ولي العهد وبطولة دوري عبداللطيف جميل تمَّ التغيير في العدد بشكلٍ واضحٍ، فقبل هاتين البطولتين كانت هذه الصحيفة تكتب في سجل بطولات الأندية أنَّ عدد بطولات النصر (21)، وفي آخر إحصائيّةٍ لها كتبت (39) بطولة، وهذا يؤكِّد على ضرورة أن تكون هناك إحصائيةٌ دقيقةٌ صادرةٌ من اتحاد الكرة؛ حتى لا يُترك الأمر مشاعاً للجميع، كلٌّ يضع ما يشاء من أرقامٍ، وفي الغالب لن تكون مقنعةً لأحدً طالما ليس لها مصدراً رسمياً يعتدُّ به. فمن أجل التاريخ والتوثيق وحفظ الحقوق يجب أن يتحرَّك اتحاد الكرة في هذا الاتجاه؛ لتوثيق إنجازات الأندية، مع وضع معايير واضحةٍ لتصنيف البطولات لكلِّ الأندية في كرة القدم وعلى كافّة الدرجات، حتى ينتهي الجدل، ولا أعتقد أنَّ موضوعاً كهذا يحتاج إلى كثيرٍ من الجهد والعناء طالما أنَّ المعايير ستكون واضحةً، ولا يحقُّ لأيّ إنسانٍ مهما بلغ من التعصُّب أن يجرِّد الآخرين من مكتساباتهم وحقوقهم، خصوصاً في أمرٍ يتعلَّق بالتاريخ، في هذا ظلمٌ بَيِّـنٌ سيرفضه الجميع. إنَّ الموضوع في غاية الأهمية، والصمت حياله قد يحجب الحقيقة عندما نحتاج أن نظهرها، متى ما استفحل الأمر وأصبح من الضروري ذكرها، فالمستقبل مجهولٌ، وكلُّ مَن قادوا اتحاد الكرة منذ تأسيسه سيطالهم اللوم والمسؤولية لإخفائهم الحقيقة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...