بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 يناير 2015

أيَا ..أخضرنا ..كفاك ضعفاً

في كثير من الأحيان لا تترك القوة مجالاً للتعاطف، فالقوي ليس بحاجة لتعاطف أحد ،فقد جرت العادة وربما -الطبيعة البشرية لها دور في ذلك- بأن يكون الضعيف هو محور التعاطف، وهذه الطبيعة تسري على كل شيء، طالما أنها تصدر عن النفس البشرية ، يحدث هذا الأمر من حولنا في كل تفرعات الحياة ونشاطاتها وكل شؤونها، الصورة المراد إيصالها للقارئ الكريم ليست بتلك التعقيد، ولا تحتاج إلى سرد أدق تفاصيلها أو الدخول في بعض جزئياتها طالما أننا يمكننا تطبيق هذا الأمر كمثال حي على إحدى تلك التفريعات التي لها دور واضح وملموس في الحياة، وهي ضمن المجال الرياضي، وتحديدا لعبة كرة القدم، ولعل أحداث بطولة آسيا تفتح المجال لتوضيح الصورة بشكل أكثر وضوحاً . في سنوات مضت كانت كرة القدم في السعودية هي الأقوى لتوافر ظروف معينة ربما لا تتوفر الآن، لكن في فترة القوة كان المواطن السعودي يقف مع الأخضر السعودي بدافع الوطنية ليس من منطلق الوقوف مع الضعيف ليتمكن من هزيمة القوي كما كانت تفعل كل دول القارة تقريبا عندما كان يواجه منتخبنا أي منتخب آخر في آسيا، قد نستثني الخليجيين من هذا الحديث من باب أن خليجنا واحد، والعمل بمبدأ توفر حسن النية ،خلاف ذلك كان الجميع يقف مع كل منتخبات القارة ويتمنى لها التوفيق متى ما لعبت مع المنتخب السعودي..!! -لا لشيء- فقط من باب التعاطف مع الضعيف ضد القوي، اليوم الأمر اختلف تماماً، ولعل بطولة كأس آسيا المقامة حالياً في استراليا تكشف هذا الأمر جلياً، فالمنتخب السعودي أصبح يشعر بضعفه كل متابع رياضي في القارة، ولم يعد يرونه ذلك المنتخب القوي، ليس لضعف مستوى اللاعب السعودي بل لأن النتائج بعيدة عن واقع موهبة اللاعب السعودي، ومدى حجم الاهتمام الذي يحظى به من قبل المعنيين برياضة الوطن،لهذا نجد نسبة التعاطف قد ارتفعت سواء في الداخل أو في الخارج ،وبعض الصور القادمة من استراليا تكشف هذا الأمر قبل وبعد مباريات المنتخب السعودي، وأي فعل سلبي يحدث للمنتخب السعودي في هذه النهائيات تحديداً سيرفع من نسبة التعاطف لدى الجميع، فعلى سبيل المثال للتوضيح فقط مشاجرة هزازي والسهلاوي، قد أفرزت ردود فعل متباينة تتسم بالعاطفة والتفكير في حال هذا المنتخب الذي تحاصره الأزمات من كل الاتجاهات، بدليل تلك السعادة الكبيرة التي اجتاحت المجتمع السعودي والخليجي بعد فوز منتخبنا على كوريا الشمالية، تلك الفرحة كانت تعطي انطباع أن المنتخب السعودي بدا يُذكر الجميع بماضيه القوي،والذي على أساسه نجد نسبة التعاطف معه مرتفعة جدا، وربما لن تجد من يتمنى خسارته خصوصا في هذا التوقيت الذي استنفذ فيه المنتخب السعودي كل أرصدته من سمعته التي بناها في سنوات طويلة، وأصبح الوضع يشكل ضغط كبير ترتب عليه توالي الهزائم والانكسارات، لهذا من المهم أن نستغل هذا التعاطف في مصلحة المنتخب، ونعتمد عليه في تحفيز المنتخب كما كان يحدث في الثمانينات قبل أن يُكتب التاريخ المبهر لكرة القدم السعودية . الفرصة اليوم مواتيه جدا لأن يعود أخضرنا من جديد ويتسيد آسيا باستغلال كل الموثبات التي يصل صداها لكل أفراد البعثة في استراليا من خلال وسائل الإعلام المختلفة ،حتى ردة فعل المواطن السعودي والخليجي والعربي أصبح يستقيها بسهولة في ظل وجود أكثر من وسيلة تواصل تنقل الخبر والحدث وردة الفعل، وتأثيرها لا يقل بأي حال من الأحوال عن موقع الحدث،بمعنى المشجع في المدرج يصل صوته في الملعب، والمشجع خلف التلفاز يصل صوته عبر وسيلة أخرى، وفي المجمل الكل يصل صوته وهذا أمر ايجابي متى ما تم استغلاله بالشكل المناسب الذي يخدم المنتخب السعودي ويعيد له ثقته بقدراته . ودمتم بخير,,, سلطان الزايدي @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...