بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 يناير 2015

الراهب والمنتخب...!!

تابعت لقاء حسن الراهب في صدى الملاعب مع المتألق مصطفى الآغا، واستوقفني حديثه عن المنتخب، رغم أن الحديث كان يبدو حزيناً بعض الشيء من طرفٍ حسنٍ، الذي يجد نفسه مظلوماً بعدم استدعائه للمنتخب، لكنه رغم ذلك أشار إلى نقطةٍ مهمةٍ يمكن إدراجها ضمن السلبيات التي يعاني منها المنتخب السعودي طوال السنوات العشر الأخيرة على مستوى النتائج، وهي أن بعض اللاعبين وبحكم وجودهم في ميادين الكرة ولكثرة مشاركاتهم لديهم القدرة على إعطاء تصورٍ عامٍّ عن بعض المشكلات، التي قد تكون سبباً مباشراً في إخفاقٍ معينٍ، وهؤلاء اللاعبين قلة مع الأسف في كرتنا، فالبعض منهم يتجنب الخوض إعلامياً في بعض النقاط، حتى لا يدخل في حرجٍ مع أحد، ويكتفي بترديد الديباجة المعتادة -أنا لاعبٌ محترفٌ لا يحقّ لي إعطاء أي رأيٍ في هذا الجانب، هناك مسؤولون ممكن يفيدونكم-، هذه النوعية من اللاعبين في تصوري يفضلون مصالحهم الخاصة عن المصلحة العامة، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالمنتخب السعودي، بالرغم أنني ومن وجهة نظري لا أجد في الأمر غضاضةً...! هو حقٌّ مشروعٌ للجميع، وتبقى في النهاية وجهة نظر المتحدث تقبل الصواب أو الخطأ سواء على مستوى الجمهور أو اللاعبين على أن تكون في حدود المنطق واللبقة دون المساس بالأشخاص، وفي تصوري عندما يشعر اللاعب أن دوره لا يقتصر على تأدية مهامٍّ فنيةٍ فقط، سيجد الشجاعة الكافية في أن يقول ما يجده صحيحاً من وجهة نظره في كل الظروف مع الفوز أو الخسارة. وقد أعجبني كثيراً حُسن الراهب ومن قبله ناصر الشمراني عندما كان يلعب للشباب، فكلا اللاعبين كانا صريحين لأبعد درجةٍ، فقد أشار ناصر في تلك الفترة إلى أن الاختيار مرتبطٌ بالنادي الجماهيري، بمعنى أن اللاعبين المنتمين لأنديةٍ جماهيريةٍ تكون حظوظهم في المنتخب أكثر من اللاعب، الذي يلعب في نادٍ بلا جمهورٍ حتى وإن كان يتفوق فنياً على اللاعبين المشاركين في المنتخب..!، وفي هذه الجزئية تحديداً قال ناصر جزءٌ من العلة، ورمى الكرة في مرمى من يعني لهم المنتخب، وكأنه يقول الاختيار غير الجيد كان سبباً رئيسياً في سوء النتائج!. فاليوم يظهر حسن الراهب ويوجّه بوصلة النقد في اتجاهٍ آخر بمنظورٍ شموليٍّ دون الالتفات إلى المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، ليثير نقطةً في غاية الأهمية خصوصاً في هذه الفترة التي لم يكن فيها المنتخب السعودي على المستوى الإداري في أفضل حالاته، فحديث حسنٍ لامس جوهر المعضلة، بطرحٍ منطقيٍّ وعقلانيٍّ، بدا حديثه بمعلومةٍ لا تخفى على الجميع إذ قال: أن نجوم المنتخب المستدعين هم نتاج الدوري وهذا هو الطبيعي، ومن الطبيعي أيضاً أن تبحث بلغة الأرقام عن النجوم المتميزين، فهم مَن يملكون القدرة بعد -توفيق الله- على إظهار المنتخب السعودي في أفضل حالاته، ومن هذا المنطلق فالأنظار يجب أن تذهب في اتجاه الفريق المتفوق في الدوري وفق إحصائياتٍ معينةٍ تعتمد على الأفضلية في كل خطوط الفريق، إذا توفرت هذه المعطيات من الطبيعي أن تجد هذا الفريق في أعلى سلم الترتيب، إذاً هو فريقٌ يملك عناصر جيدةً ساعدت الفريق على أن يتصدر مسابقة الدوري، ومن المنطق أن تكون الاختيارات لتمثيل المنتخب تصبّ في مصلحة نجومه، وما يحدث في المنتخب السعودي اليوم في مسألة الاختيار بعيدٌ كلَّ البعد عن المنطق الذي تحدّث به حسن الراهب، فالمدرب الناجح والذكي في تصوري يبحث عن النجاح من أقصر الطرق، خصوصاً إذا كانت مساحة الاختيار لديه كبيرةً، فالمجموعة الجاهزة المطعمة ببعض النجوم لديهم القدرة بفضل الانسجام والتجانس على تقديم مستوياتٍ ونتائج جيدةٍ للمنتخب السعودي، وهذه حقيقةٌ لا يزاولها شكٌّ. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...