بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 يونيو 2020

هل من مراجعة لقرار استكمال الدوري؟





     تحدثنا منذ بداية جائحة كورونا عن المسابقات الرياضية وطرق استكمالها، متى ما توفرت المعلومات الصحية التي تدعم فكرة الاستكمال، وكل المتفائلين وقفوا في اتجاه هذا القرار لثقتهم بالله سبحانه وتعالى بأن يزيل هذه الغمة عن البلاد والعباد، ثم بالإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة منذ ظهور هذا الوباء، وجميعنا لمسنا كل تلك الجهود من قبل دولتنا لحماية الناس، رغم تكبد الدولة خسائر اقتصادية كبيرة تركت بعض الآثار السلبية على إيرادات الدولة واستثماراتها، لكن هذا لم يكن مهمًّا بقدر أهمية الإنسان وسلامته، من هذا المنطلق لا أظن إن حدثت بعض التطورات غير الجيدة بعد عملية الكشف الطبي للاعبين المشاركين في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وثبت وجود بعض الإصابات، في هذا التوقيت سيكون أمر استكمال الدوري مجديًا، فالظروف تحتم أحيانًا الانسياق خلف القرارات الصعبة، والتي من الممكن أن تكون مضرّةً أحيانًا في بعض التفاصيل الخاصة لمستقبل البطولة، لكن ستكون الجهة المعنية بالقرار ملزمة باتخاذ القرار الأصعب .
     الجميع يدرك أن من الثوابت الأساسية للاستمتاع بمنافسات كرة القدم هي فترة الاستعداد، فمتى ما أصبحت فترة الاستعداد قوية فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على البطولة والعكس صحيح، وهذا يجعلنا اليوم نضع مؤشرات غير مشجعة عن فترة الإعداد لكل نادٍ، متى ما ثبت صحة المعلومات التي تفيد بأن هناك لاعبين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وهذا يعني أن هؤلاء اللاعبين لن يتمكنوا من العودة للتدريبات قبل 14 يومًا، وهي مدة الحجر الصحي المطلوبة للشفاء من هذا الفيروس اللعين .
     حتى الآن وحسب ما نسمع من أخبار متواترة، تسير الأمور بصعوبة شديدة نحو استكمال الدوري، ومهما كانت الغاية من استكمال الدوري يبقى القرار المرتبط بصحة اللاعبين هو الأهم، ومن هذا المنطلق فإن المراجعة المطلوبة في هذا الأمر يجب أن تكون واضحة وشفافة، بحيث أن يعلن كل نادٍ عن عدد الإصابات في النادي، دون ذكر الأسماء، حتى تكون الأمور واضحة للمشجعين، وتكون فرصة المنافسة عادلة للجميع، من حق المشجع أن يعرف مدى جاهزية فريقه لاستكمال المنافسة.
     وفي مثل هذه الظروف الصحية يجب أن تختفي كل المصالح والاعتبارات الخاصة والعامة من أجل سلامة اللاعبين هذا أولًا، ثانيًا البحث عن الجزئيات الأخرى المتعلقة بموضوع استكمال الدوري مثل التجهيزات المناسبة، وحالة الوعي، والقدرة على تنفيذ البرتوكول الصحي لمواجهة هذا الوباء، وكذلك الأخذ بالاعتبار الحالة الصحية للاعبين، فقد تكون النتائج بعد الفحص سليمة للبعض، لكن من يضمن أن تبقى سليمة حتى فترة استكمال البطولة؟.
     وفي تصوري ما تزال ظروف هذا الوباء غامضة، واستكمال الدوري بهذا الشكل أمر لا يخلو من المخاطرة، وفي النهاية يبقى القرار مشتركًا بين وزارة الصحة والرياضة هم من يملكون كل المعطيات للاستكمال أو الإلغاء.
دمتم بخير،،،

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...