بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يوليو 2020

النصر يعيش ضرر الإعلام



في كرة القدم تحقيق الإنجازات مرتبطٌ بالأهداف وحجم العمل المقدم لتحقيق تلك الأهداف، والجميع يدرك أن وفرة المال ليست كافيةً لتحقيق البطولات، وكذلك وجود النجوم الكبار في الفريق لا يكفي لتحقيق البطولات والإنجازات، فالحديث عن مسيرة البطولات التي ينشدها كل نادٍ هي مرتبطة بعوامل كثيرة من الصعب أن تجتمع في وقت واحد، لكن من المهم أن يسعى كل نادٍ لتوفيرها، وهذا أمرٌ قد يحتاج لسنوات طويلة، لكن هذا لا يعني أن تتوقف البطولات إن فقدت عنصرًا من عناصر التفوق، فعلى سبيل المثال: ربما تجد فريقًا يقدم عملاً فنيًّا رائعًا، لكنه لا يحظى بالاهتمام الإعلامي، وقد يكون هناك إعلامٌ منافس يسعى دائمًا لإسقاطه، وهذا أمر ملاحظ ونشاهده في منافساتنا الرياضية، في النهاية هي سياسة إعلامية، قد تكون واضحة الدوافع أو مجهولة، لكن هذا الجزء من عملية البحث عن الإنجازات ليس بالأمر الكافي لأن يعيق مسيرة أي فريق، إن وجد إعلام يدعم تلك المسيرة، فهذا أمر جيد يساعد على استمرار الإنجازات، وإن لم يوجد فيجب أن لا يكون مصدر إحباط وضعف يعيق مسيرة الإنجازات المنشودة.

بعد كأس السوبر السعودي الذي حققه النصر من أمام التعاون، تحدث المشرف على فريق كرة القدم في نادي النصر عبدالرحمن الحلافي للإعلام، وكان من ضمن الأسئلة المطروحة: لماذا ظهوركم في الإعلام يكاد يكون معدومًا؟ كان جوابه واضحًا: نحن أتينا إلى النصر نريد أن نعمل، ونركز على عملنا، والظهور الإعلامي ليس في مصلحة مَن يعمل داخل المنظومة. إنها وجهة نظره وبالتأكيد هي محل احترام.

بعد هذا التصريح ارتاح الكثير من أنصار النصر ومشجعيه لهذا الفكر، ووثقوا أن هذا الرجل ومَن معه لديهم أهداف واضحة، واليوم يتضح لدى المحب النصراوي نوع هذا العمل والهدف منه، وما قد يفسد أهداف الأندية هو الإعلام، ولا أعني هنا الإعلام المضاد بل الإعلام القريب والمحب لهذا النادي، بمعنى أن هناك إعلاميين يثق المتابع الرياضي في حبهم لهذا النادي، لكنهم يفسدون تحركات إدارة النادي دون أن يشعروا بذلك، فالبعض يتحدث عن شأن الفريق، وينشر كل تفاصيل العمل في القنوات الرياضية أو من خلال وسائل التواصل، هو بالطبع لا يقصد الإضرار بمصلحة هذا النادي، بل يبحث عن إشباع رغبات خاصة فقط، فهوس الظهور مرض، وتقمص دور الإعلامي الذي يعرف كل شيء إحساس خطير، يفقد صاحبه القدرة على التمييز بين العمل الصحيح والخطأ.

إن إعلام الأندية موجود، ولكل نادٍ إعلاميون أصبح انتماؤهم معروفاً، وقليل منهم مَن يرى أن الحقيقة أمر حتمي يجب أن تظهر للناس بأمر المهنية وأمانة القلم، وبأن التضليل ومحاولة تشويه الآخرين ليس من المهنية ولا يحقق أمانة الكلمة والمهنة.

فمن الكوارث الإعلامية أن يظهر إعلامي له باع طويل في الصحافة والإعلام بكل أشكاله ويقول: أحيانًا نحن ننفذ ما يطلبه منا رئيس النادي الذي ننتمي إليه، هذا أمر مزعج جدًّا يحتاج إلى متابعة من قبل اتحاد الإعلام الرياضي.

إن هفوات كبيرة تحدث في الوسط الرياضي من قبل إعلاميين لهم تاريخهم في هذا المجال يصعب الصمت حيالها، وليس من المقبول أن نسير بهذا الإعلام الذي يتابعه الشريحة الأكبر من المجتمع لهذا المستوى المتدني من التفكير.

دمتم بخير،،،


رابط المقال :
 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2034327

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...