بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 يناير 2022

«عالمية» النصر ما زالت حكاية المتعصبين!

 

 

 بعد السلام 

 

«عالمية» النصر ما زالت حكاية المتعصبين!

 

 تمضي السنوات تباعًا، وتتغير معها الحياة بكل تفاصيلها وظروفها، وتبقى الحقائق راسخةً لا تغيرها السنين، ولا تبدلها الظروف، فالماضي جزءٌ مهمٌّ من حياة البشر والدول والكيانات، ولا يمكن أن نخوض في تفاصيل تعكر صفو هذا التاريخ مهما كان حجم التشويش والتشويه، إلا أن الحقيقة تبقى صامدة على مرّ الأزمنة.



في إعلامنا الرياضي ومدرجاتنا يكثر اللغط في بعض الأمور الرياضية، على سبيل المثال تاريخ التأسيس لبعض الأندية والمؤسس لها، وهي أمورٌ في الأساس مرتبطة بالتوثيق، ففي رياضتنا لم يكن الاهتمام كبيرًا بالرياضة في البدايات، إذ أصبح هذا الأمر يعتمد على ذاكرة المؤرخين الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية، وأصبح النقاش في مثل هذه الجزئية قابلًا للشدّ والجذب حسب ما يستجد من وثائق قديمة، تحضر من خلال البحث والتقصي، وفي النهاية ستأخذ الحقيقة الحيّز الأكبر من قناعة الجمهور، لكن الأحداث الحديثة التي واكبت التقنية والتطور في وسائل التواصل والمعلومات لا يمكن أن تجد مَن يجادل حولها أو يشكك بها، ومن يفعل ذلك فهو بالتأكيد يتحرك من دوافع تعصبية بحتة؛ وبالتالي من الصعب قبول أي معلومة أو رأي من متعصبٍ، لا تشكل عنده الحقيقة أي معنى طالما لا تخدم تعصبه!.


من هذه الحقائق الراسخة في رياضتنا (عالمية النصر) التي كانت في البرازيل في عام 2000م، وهي المشاركة الأولى لنادٍ آسيويٍّ في بطولةٍ على مستوى العالم، تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، هي بطولةٌ رسميةٌ بتنظيمٍ رسميٍّ من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي كان يرأسه حينها السيد (جوزيف بلاتر). لم يحضر النصر في تلك البطولة دون أن يحقق منجزًا آسيويًّا، يجيز له المشاركة في أي بطولةٍ قادمةٍ، ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم مرتبطة بهذا الإنجاز، ولن يسمح له بالمشاركة دون أن يحقق منجزًا آسيويًّا في حينها، ولن تقبل قارة آسيا من شرقها إلى غربها أن يشارك النصر السعودي دون أن يكون صاحب إنجازٍ يفرض مشاركته على الجميع، خاصة في بطولةٍ مهمةٍ كبطولة أندية العالم، التي يتسابق عليها الجميع، خاصة أنها تعتبر الأولى؛ لذلك كل التشكيك الحاصل من فترةٍ لفترة في (عالمية) النصر ليس له مبررٌ إلا التعصب، ومهما تكرر الحديث حول هذا الأمر لن يتغير شيء، فالحقيقة ستبقى واضحةً جليةً أمام الجمهور الرياضي، حقيقة مدعومة بتصاريح ووقائع نقلتها القنوات المتلفزة والكاميرات، ودُوِّنت في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وأي حديثٍ يخالف هذا التوثيق المعلن على أرض الواقع لا يمكن أن يكون له علاقة بالحقيقة.

إذن، إن إغلاق مثل هذا الأمر، والتوقف عن الخوض فيه هو دليلٌ على رجاحة العقل والحكمة، والإيمان بأن التنافس يجب أن لا يقودنا إلى القفز على الحقائق وتشويهها. فقد تشارك أنديةٌ سعوديةٌ كثيرةٌ في بطولاتٍ جديدةٍ مستحدثة، وتفوز بالأولوية وفق تفاصيل معينة، تفرض على المنظمين قبولها، كما حدث للنصر؛ وبالتالي يصبح إنجازًا يسجل لهذا النادي، لا يمكن تجريده منه طالما حصل عليه كواقع شاهده الجمهور الرياضي؛ لذا نصيحتي لمن التزموا في السابق -من مسؤولين سابقين في الاتحاد الآسيوي من الجانب السعودي بقول الحقيقة وصرّحوا فيها مرارًا وتكرارًا- أن يبقوا ضمن إطار التزاماتهم الأدبية تجاه الحقيقة، فلن يقبل منهم الآن أي تراجع مهما كانت مبرراتهم، بل إنهم سيضعون مصداقيتهم على المحكّ، وقد تفتح ملفاتٌ كثيرةٌ سابقةٌ صدرت عنهم في بعض الجوانب الرياضية المتعلقة بالمنتخبات والأندية، فالمسؤول حين يغادر منصبه يحرص على أن يحتفظ بقيمة عمله الذي أنجزه خلال فترة عمله، وهذا أمر يصعب حدوثه طالما أن الظهور الإعلامي يتكرر؛ لأن هذا الظهور سيضعف دوره تجاه الحقيقة، وبالتالي سيخسر مصداقيته أمام المتابع الرياضي.



لن يقبل المجتمع الرياضي بكافة انتماءاته وميوله تجريد النصر من (عالميته) مهما كثر الحديث حولها، وستبقى الحقيقة عنوان (عالمية) النصر.

ودمتم بخير،،،


 

رابط المقال 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2093271

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...