بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 يونيو 2006

كلنا مع الأخضر

لا نستطيع أن نترك قراراتنا للعاطفة، فالعواطف لم تكن في يوم من الأيام منبعاً لإيجاد الحلول، وتحت كل الظروف نحن نحتاج إلى عقولنا حتى نستطيع أن نبدع في اتخاذ أي قرار، فالكثير من أمور حياتنا اليومية يجب أن نحسمها بعقولنا لا عواطفنا.
* تلك المقدمة التي سردتها لكم أجدها مدخلاً جيداً لما أريد كتابته.
* ففي هذا اليوم تختلف الكتابة لأنها عن الأخضر.. منتخبنا السعودي المشارك بعد أيام وللمرة الرابعة على التوالي في كأس العالم، ولن أمزج الألوان ببعضها من أجل أن أرضي جريدة على حساب جريدة أخرى أو مجاملة كاتب على حساب كاتب آخر.. إلى هنا يجب أن نتوقف ونقول (يكفي) لقد تعبنا من الانقسامات.
* سيدخل منتخبنا السعودي في الأسبوع القادم بطولة كأس العالم.. هذا المحفل الكبير الذي يجتمع فيه كل العالم ويشاهده الملايين من البشر.. تلك هي الصورة الحقيقية لتظاهرة كبيرة مثل كأس العالم.
* وبينما منتخبنا هناك في ألمانيا يعد الأيام من أجل التشريف والإنجاز نحن هنا وعبر صحفنا وقنواتنا الرياضية ومنتدياتنا نتجادل ونتقاذف الاتهامات والانتقادات التي لا طائل منها.. ما يُطرح في صحفنا وقنواتنا الرياضية هذه الأيام والأيام الماضية آراء كثيرة ومختلفة، لكنها في النهاية تتبع الميول ولن أبالغ إذا استثنيت قلماً أو قلمين إلى ثلاثة أقلام ممن تشعر في كتابتهم بوطنية صادقة، وهذا ليس معناه أن أجرد الآخرين من وطنيتهم، لكن كما ذكرت في بداية هذا المقال العاطفة والميول هما سبب اختلافنا.
* لقد وضعت صحفنا أعمدة كثيرة لمقالات كثيرة وكُتَّاب أكثر، والحقيقة لا أستطيع أن أخفي إعجابي بالبعض من خلال ما يطرحونه من آراء وأفكار ويغيظني الكثير منهم بسبب ميولهم الذي نستشفه بوضوح شديد من خلال كتاباتهم التي يكتبونها في غير وقتها ولا أوانها.
* سؤال يحيرني كثيراً!!!!!
* ألم نتعب من هذا كله؟
لِمَ لا نضع كل هذا خلف ظهورنا ونترك كل الألوان ليبقى لون واحد نتفق على مساندته وحبه، هو الأخضر منتخبنا السعودي المتواجد الآن في ألمانيا.
* يصعب علي أن أقول بأن هناك كُتَّاباً ونقّاداً ربما ينتظرون أن يخفق الأخضر حتى يتسنى لهم استعراض كل أفكارهم وأدبياتهم وثقافتهم وقدرتهم على انتقاء الكلمات التي يغلب عليها الشماتة والانتقام إن جاز التعبير، عندها ستمتلئ الصحف وتكثر الكتابات والنقاشات عبر وسائل الإعلام المختلفة فهذا موضوع دسم سيعطيهم مساحة كبيرة من أجل إبداء الرأي ولفترة زمنية طويلة كما حدث في كوريا واليابان بعد الخسارة الكبيرة التي مُنينا بها من ألمانيا وما زلنا نكتب عنها حتى هذه اللحظة.
* في كل العالم وفي هذا الوقت بالذات نجد صحف الدول الأخرى المشاركة في البطولة قد أفردت صفحاتها وسخَّرتها لرفع المعنويات وشحذ الهمم حتى يستطيع كل لاعب تأدية ما عليه دون خوف ودون أن يلتفت لما سيكتب عنه حتى إن أخفق فهم بإعلامهم المتزن يساهمون في صنع الإنجازات لبلدانهم.
* بينما نحن في السعودية هذا الوطن الغالي نتناحر ونهاجم بعضنا البعض من أجل أن ميولي لا يتوافق مع ميول الآخر في الصحيفة الأخرى.
* ينقصنا الوعي وانتقاء الأسلوب الأمثل في الطرح والبعد عن التجريح والسخرية من الآخرين كما هو حاصل الآن في بعض صحفنا الرياضية.
* (في المنافسات المحلية أنا مع هذا النادي وفي الخارجية أنا مع منتخب بلادي).. هذا ما يجب أن نقوله وننشره في الشارع الرياضي حتى نرتقي بأفكارنا ويصبح شارعنا الرياضي مثقفاً رياضياً.
رسالتي إلى كل كُتَّاب الأندية والميول لِمَ لا تمنحوا أنفسكم فرصة تتوحَّد فيها المشاعر والعواطف والميول من أجل الأخضر؟.. صدقوني إن لم تتحدوا الآن وتقفوا صفاً واحداً مع منتخبنا مع الأخضر السعودي فلن تتحدوا أبداً.


الجزيرة _ الخميس 12/ جماد الاولى /1427هـ

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...