بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 مايو 2006

حقيقة واقعنا الرياضي

* عرضت إحدى قنوات راديو وتلفزيون العرب art تسجيلاً كاملاً للحوار الذي أجراه الإعلامي المتميِّز وليد الفراج مع عضو شرف الاتحاد الفريق أسعد عبد الكريم، وقد استمتعت كثيراً بكلِّ ما دار فيه من نقاشات، وربما أجده من أجمل الحوارات الرياضية التي شاهدتها في حياتي لأسباب كثيرة .. الضيف أسعد عبد الكريم كان واضحاً وشفّافاً وهو يجيب على أسئلة وليد الفراج.
* وضح من خلال الحوار حبه الكبير للعميد الاتحاد لكنه كان يعبِّر عن حبه بطريقة جيدة ومهذّبة بعيداً عن التعصُّب .. كان رائعاً في مثاليته.
* الفريق أسعد عبد الكريم، ومن خلال هذا اللقاء، طرح ما يفيد الأندية في هذا الوطن، وقدّم أفكاراً تسهم في تطوُّر الرياضة السعودية .. أعجبتني صراحته حتى وهو يتكلم عن الاتحاد.
* مع أسعد عبد الكريم كان الحوار خفيف الظل يلامس حقيقة واقعنا الرياضي.
* يقول الفريق أسعد عبد الكريم: أنديتنا تحتاج إلى ميزانية لا تقل عن خمسين مليون ريال للموسم الواحد، من أجل أن تستطيع المنافسة على جميع البطولات في نهاية الموسم وفي كافة الأنشطة المتوفرة في النادي وهذا هو المفترض. وحتى تستطيع تكوين فريق لكلِّ لعبة سواء كانت جماعية أو فردية فأنت تحتاج إلى المال كشرط أساسي للنجاح والتفوُّق.
* وحتى تكون الصورة واضحة يقول الفريق أسعد عبد الكريم - ومن وجهة نظره - لو وُجد شخص ذكي صاحب فكر إداري ورياضي ولديه من الخبرة والدراية والحكمة ما يؤهِّله لرئاسة أي نادٍ، لكنه لا يملك ميزانية كبيرة تساعده على تنفيذ تلك الأفكار على أرض الواقع، فهل يستطيع بفكره وميزانيته المتواضعة أن يصنع الإنجازات؟
* وربما هذا المثال البسيط يدعم ما قاله الفريق أسعد عبد الكريم في فترة رئاسة الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - كانت الموارد المالية في نادي النصر ضعيفة جداً، إلاّ أنّ الرمز - رحمه الله - كان يقول: (بالقلوب نصارع الجيوب) وقد ناضل في سبيل أن تنجح هذه المقولة التي أطلقها، ونسي - رحمه الله - أنّ هذا الزمن زمن المال ولم يعد للقلوب مكان فيه.
* الأندية الآن هي المال إن توفر جاءت الأفكار والإنجازات وبدونه لن تتطوّر أنديتنا.
* تطرَّق عضو شرف الاتحاد الفريق أسعد عبد الكريم في حواره إلى التعصُّب والمهاترات والملاسنات التي نقرأها في الكثير من صحفنا المحلية اليومية، عندما قال الرياضة تنافس شريف يبحث فيه كلُّ نادٍ عن إنجاز يسعد به جماهيره وأعضاء شرفه، وهذا حقٌّ مشروع للجميع، فإن لم تستطع أن تحقق أيّ إنجاز ولم يحالفك التوفيق فلا يمنع من أن تقول كلمة مبروك لمن حقق الإنجاز وحصل على البطولة، وأن تعمل جاهداً على تحسين وضع ناديك وتلافي الأخطاء الموسم الذي يليه، وأن تحقق ما خسرته في هذا الموسم .. تلك هي الرياضة كما نعرفها .. تنافس شريف يجب ألاّ تخرج عن هذا المفهوم.
* وليد الفراج كان في حواره يصر على سؤال معيّن يرى أنّه مهمٌّ لدى جماهير الكرة السعودية عامة والجماهير الاتحادية خاصة، طرح السؤال أكثر من مرة: من هو العضو الداعم وكم بلغ دعمه؟ إلاّ أنّ الفريق أسعد عبد الكريم لا يرى أنّ السؤال يحمل تلك الأهمية الكبرى، ويعتقد أنّ من يدعم ويتبرع ويدفع الملايين للأندية هو يخدم وطنه من خلال الرياضة. ويروي في هذا الجانب قصة هو بطلها فيقول أنا كنت مشرفاً أو منسِّقاً بين أعضاء شرف النادي بحكم علاقاتي الجيدة مع الكثير منهم، وقد استطعت أن أجمع عشرين مليون ريال ولم يكن كلُّ المتبرعين اتحادية، بل كان من بينهم أهلاوية .. هكذا ينظر أسعد عبد الكريم للرياضة.
* التعصُّب يقودنا إلى أن نجد أناساً من أبناء هذا الوطن المعطاء يتمنون هزيمة منتخبنا السعودي في كلِّ مشاركاته، ومن يتابع المنتديات الرياضية عبر الإنترنت سيجد الحقيقة المرة، ومن يقول إنّ ما يُكتب في المنتديات الرياضية غير مهم فقد نسي أو تناسى أنّ المنتديات تمثِّل رأي الشارع الرياضي.
* يقول وليد الفراج إنّه بذل مجهوداً كبيراً في إقناع الفريق أسعد عبد الكريم حتى يقبل أن يظهر في هذا اللقاء .. وأنا في تصوُّري الشخصي وبعد سماعي له أرى أنّ تواجد شخصية بحجمه في الإعلام الرياضي بشكل مستمر سيثري الساحة الرياضية.
* في الختام لا أنسى أن أشكر وليد الفراج، فقد قدّم عملاً مميّزاً يستحق عليه الثناء.


ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...