بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 مايو 2006

كرة القدم.. من أجل الوطن

انتهى كأس العالم بالنسبة لنا كسعوديين، ولم تكن هذه النهائيات في حجم التطلعات.. ما كنا نخشى منه قبل بداية هذا المونديال قد حصل وما يخيفنا أكثر هو ما توقعته في مقال سابق، فبعد الإخفاق ظهرت الأقلام التي تروي وتتحدث عن أسباب ذلك الخروج المر.
هناك من يصف هذا المونديال بالجيد لتعاطفه مع أشخاص معينين يخشى أن يغضبوا منه، وهناك من يهاجم وينتقد من أجل الظهور عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال القنوات الفضائية المنتشرة التي تسعى لتغطية المونديال أو من خلال الصحف وقدرته على (صفصفة) الكلمات، فئة أخرى ترى بأن المنتخب السعودي في هذا المونديال كان سيئاً ولأسباب كثيرة وهدفه من هذا المصلحة العامة للمنتخب السعودي ولا شيء غير ذلك.. هذا القسم هو من يهمنا ومن يجب أن نتناقش معه.
* بعد مونديال (فرنسا) عام 98م قلنا لا يهم إن كانت النتائج غير جيدة بشرط أن نتعلَّم من أخطائنا وجلس الجميع تحت مظلة المسؤولين عن المنتخب جلسات مصارحة كثيرة من أجل تحديد أسباب الإخفاق وكيفية علاجها حتى نصبح جاهزين للمونديال الذي يليه ومسح الصورة الباهتة التي ظهرنا بها في هذا المونديال فكانت أبرز تلك الأسباب تتلخص في أمرين (الأول): ضعف الاهتمام بالنشء وحتى نتمكن من تجاوز هذه المشكلة يجب أن تبدأ خطوات التصحيح من (المدرسة).. خطوة كهذه لن تنجح إلا إذا وجد تعاون بين رعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم، و(الثاني): نظام الاحتراف لدينا ينقصه الكثير ويحتاج إلى تطوير بقرارات جديدة تعود على الكرة السعودية بالنفع.
* بعد أن عرفنا الداء في عام 98م وأصبح لدينا خطط تصحيح خرجت بعض التصريحات التي تعد بأن عام 2002م سيكون مغايراً لهذا العام فانتظروا ستجدون منتخباً مشرفاً يعكس مدى تطور كرة القدم والرياضة لدينا.
* قلة قليلة من مَنْ كانت لديهم القدرة على قراءة الواقع لم تبتهل بتلك التصاريح بل وضعوا أيديهم على قلوبهم وهم يرددون (الله يستر) من عام 2002م في كوريا واليابان.. جاء صيف 2002م وذهب منتخبنا إلى المشاركة وحدث ما كان متوقعاً من إخفاق جديد وهذه المرة كان الإخفاق قاسياً علينا لنجتمع بعدها كما اجتمعنا في المرة السابقة للبحث عن المسببات حتى نضع أقدامنا على طريق واضح من أجل الإصلاح وقبل أن نخوض المونديال الذي يليه في ألمانيا.
* نفس التصاريح والوعود تتكرر في كل مونديال والنتيجة لا شيء إخفاقات متكررة ليظهر في هذا العام الأمير الشاب المتحمس لخدمة الرياضة السعودية الأمير نواف بن فيصل ويقول (ما لم يقله من قبل) وبصراحة متناهية عندما اجتمع بالإعلاميين وقال: هذه هي إمكانيات اللاعب السعودي ولن تتطور ما لم يحترف في الخارج ويحتك مع هؤلاء اللاعبين حتى يستطيع أن يتعلم منهم وينافسهم على كأس العالم.. الأمير نواف هذه المرة وضع يده على الجرح والمشكلة الحقيقية للاعب السعودي، لكن الأسئلة التي يجب أن تُطرح وفي هذا الوقت ما هو الحل؟ وكيف يحترف اللاعب السعودي في الخارج؟ وما هو دور اتحاد الكرة في هذا؟ أسئلة تبحث عن أجوبة سريعة جداً حتى نستطيع أن نوقف مسلسل الإخفاقات في أسرع وقت ممكن.
* ملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - دعم المنتخب بمبلغ 45 مليون ريال، بعدها ظهرت بعض الآراء التي ترى بأن مبلغاً كهذا كبير على كرة القدم، وأن هناك ما هو أهم من كرة القدم!! يجب أن يعرف الجميع أن كرة القدم باتت اليوم أحد أهم دلائل نجاح وفعالية العولمة كمنظومة شمولية حديثة وبأنها عنوان حقيقي للتطور والتقدم.. ملكنا - حفظه الله - يسعى جاهداً لأن يجعل هذا الوطن في القمة ومتقدماً مع المتقدمين.


الجزيرة ـــ 10/جماد ثاني /1427هـ

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...