بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 12 نوفمبر 2009

مصر والجزائر ..إلى أين ؟

في وقت كنا نبحث فيه عن التقدم العربي ودعم وحدة الصف يظهر من يعيدنا إلى زمن التناحر والاختلافات بسبب مباراة في كرة القدم ، من الصعب أن يُسلم الإنسان عقله لمن لا عقل له ، فالحكمة مطلوبة من الجميع ،والتأني والتروي أمر نحتاجه في وطننا العربي حتى لا نقع في أخطاء قد تكلفنا الكثير، وعالمنا العربي السياسي مليء بأحداث ومؤامرات يصعب شرحها ، قد تكون خلافاتنا السياسية مقبولة إلى حدا ما لكن أن نختلف بسبب الترفيه والتسلية هذا أمر يصعب على العقلاء قبوله .
فالشارع الرياضي العربي ينتظر الأسبوع القادم لقاءً من العيار الثقيل بين المنتخب المصري ومنتخب الجزائر على ارض الكنانة لتحديد المتأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا ، وتتسم مباريات المنتخبين بالحساسية المفرطة بالنظر إلى المنافسة القوية بينهما سواء رسمياً أو ودياً .
ولعل ما يحدث إعلامياً بين البلدين الشقيقين فيه خروج واضح عن مبادئ الروح الرياضية وتجاوز صريح يقود إلى الاحتقان بين أنصار المنتخبين ، ومع الأسف هناك من يعززون هذا الأمر ، فعلى سبيل المثال نجم الكرة المصرية السابق حسام حسن في مقابلة تلفزيونية يقول فيها (لن يشجع الجزائر متى ما تأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا) كلام كهذا خطير ولا يليق بنجم كبير خدم الكرة المصرية سنوات طويلة ويعتبر قدوة رياضية لكل نجوم الكرة في مصر فهذا أمر مؤسف ، وكلام كهذه قد يزرع الفرقة بين جمهور البلدين ويزيد من حدة الاحتقان بين الطرفين في وقت يفترض أن تكون فيه كرة القدم من أهدافها توحيد وحدة الصف بين الأمة العربية بمختلف انتماءاتها .
الأمر لا يتعلق بحسام حسن لوحده هناك ومن الجانبين من يغذي روح الاحتقان بين جمهور البلدين ، فهذا لا يخرج عن النطاق الشعبي، وربما يصل إلى صحف الإثارة، وهو حال مباريات كرة القدم الدولية، ذلك أن المنافسة تفرز مثل تلك الأصوات. ولا يمكن أن نصف ما يدور فى مصر والجزائر من حوار حول هذه المباراة بالأمر الطبيعي فالانفعال الإعلامي سواء عبر بعض القنوات التلفزيونية من الجانبين أو من خلال بعض الأطروحات المقروءة قد تجاوز حده وقد تظهر نتائجه السلبية يوم المباراة .
لم يقتصر الأمر على الإعلام المحلي للبلدين بل تناولت بعض الصحف الأجنبية وضع المنتخبين العربيين بسبب تجاوزات بعض الإعلاميين ، ففي بريطانيا طرحت أحد الصحف هناك مقالاً بعنوان (بعد 20 عاماً.. مباراة الكراهية بين مصر والجزائر تعود من جديد )، لم تكن الصحف الأجنبية تستنتج ذلك بل وجدوا الأمر أمامهم وبنوا عليه كل تلك المقالات التي ترمي لوجود كراهية بين الشعبين المصري والجزائري فهم استغلوا مباراة في كرة القدم لفتح مواضيع سياسية واجتماعية تهدف لزرع الحقد والضغينة بين الشعبين .
لقاء مصر والجزائر المنتظر لا يمكن تناوله بهذه الطريقة التي ذهب لها بعض الإعلاميين في البلدين ، فالتشجيع مطلوب والمنافسة جميلة بين الأشقاء وخروجها عن أهدافها غير مقبول .
للإعلام الجزائري الحق في تشجيع منتخبهم بطريقة يُحترم فيها المنتخب المصري الذي يمثل مصر كدولة وشعب والعكس صحيح فيجب على الإعلام المصري احترام المنتخب الجزائري .
لهذا يجب على صحافة البلدين في الفترة القادمة وحتى موعد اللقاء العمل على تهدئة الجماهير والتعاطي مع المباراة على أنها كرة قدم بين أشقاء سنقول فيها للفائز مبروك وللخاسر حظاً أوفر على أن تستمر روح الترابط الأخوي بين المنتخبين .
كل العرب يتمنون أن تكون المباراة مهرجاناً رياضياً عربياً يعكس علاقات الأخوة والصداقة بين البلدين والشعبين والقدرة على التنافس الأخوي الشريف فالعلاقات بين البلدين أكبر بكثير من مباراة في كرة القدم .

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...