بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

تعصب الألـوان

في الماضي كان الرياضيون جزءا من التركيبة الاجتماعية التي تتميز بالطيبة والألفة والمحبة ،وفي وقتنا الحاضر اختلف الأمر وأصبحت الرياضة وتحديداً لعبة كرة القدم سبباً مباشراً في الخلافات والخصام بين أفراد المجتمع ، وبحكم انتمائي كفرد من أفراد المجتمع السعودي فسيكون حديثي هنا متعلقاً بالمجتمع السعودي وكيف أصبحت كرة القدم فيه عنوانا للخصام والغضب وسبباً مباشراً في فراق الأصدقاء ، الأسئلة في هذا الجانب كثيرة وأبرزها مَن المتسبب في هذا الأمر !؟ .

وهذا لا يعني بأن هذا الأمر متفشي في مجتمعنا فقط بل يوجد في المجتمعات العربية والعالميـــة إفرازات رياضية تعصبية أكثر بكثير مما يحدث عندنا بدليل مصر والجزائر فنار الحقد بين الشعبين مازالت قائمة ولا ندري متى ستنطفئ !!.

في عالمنا الرياضي نحن نختلف في الرأي على مباراة بعينها رغم أننا شاهدناها معا وكانت تقام بين فريقين محددين وأبطالها وحكامها وجمهورها وملعبها ويومها وساعتها ووقائعها واحدة لم تتغير .. ولكن الذي تغير وسبب الاختلاف والخلاف هو نحن ... فالوعي الرياضي يكاد يكون غائباً بين فئات المجتمع وخصوصا فئة الشباب .

غياب الفكر الرياضي الإعلامي المتخصص ساهم بشكل كبير في زرع التعصب وحول كرة القدم من لعبة للمتعة والاستمتاع إلى لعبة جعلت بعضنا يخسر أصدقاءه وأحبابه من اجلها .

بعض وسائل الإعلام متهمه بزرع التعصب بسبب غياب المنهجية الواضحة في أسس النقد السليم ، ففي بعض الصحف تجد كُتّاباً يمارسون الكتابة من منطلق الميول ويبتعدون عن الموضوعية والنقد البناء الحقيقي المفيد الذي يثري الساحة الرياضية .

لن يغضب الشارع الرياضي عندما يثني الإعلام على فريق مميز فهذا أمر مستحق ويُلزم الثناء من الجميع لكن أن يمارس نفس الدور في حالة الإخفاق وأن تُغيب الحقيقة وأسباب الإخفاق عن نادٍ معين وتظهر للملأ عند نادٍ آخر فهذا هو التعصب بعينه .

فالجمهور الرياضي لم يعد يتمثل في طبقة واحدة بل أصبح له شرائح في جميع طبقات المجتمع بدءاً من الأطفال ،والشيوخ ،وكبار المسئولين ،والأعيان والعوام ، والنساء والأطفال ... وجميعهم يتأثرون مما يقرأونه ويسمعونه ويشاهدونه عبر وسائل الإعلام المختلفة .

ما يحدث الآن على الساحة الرياضية لا يقتصر سببه على الإعلام فقط بل إن الوسط الرياضي ابتلي في العشر سنوات الماضية ببعض الإداريين الذين ساهموا بشكل واضح في تأجيج التعصب والصراع بين الأندية وتحويل المنافسات الرياضية الشريفة إلى مليشيا مسلحة تضرب بقوة الأجواء الحضارية للرياضة بمفهومها الشامل وهم بالتأكيد اقل خطورة من الإعلام .

ولعل في تصريح البلطان رئيس الشباب بعد مباراة الشباب والاتحاد الماضية ونفيه مقولة الأربعة الكبار دليل حي يثبت دور بعض الإداريين في تغذية مفهوم التعصب وإشعال فتيل الصراع التعصبي المقيت بين أفراد المجتمع .

يحق للبلطان أن يفخر بفريقه وهذا حقه لكن دون المساس بالغير خصوصاً وأن الغير يملك شعبية جارفه من المحبين والمتيمين كالنصر والأهلي .

كرة القدم في النهاية هي نشاط رياضي وفلسفة الرياضة ومفهومها الحقيقي بفكر الفرد الواعي يختلف تماما عما يحدث الآن في الوسط الرياضي على المستوى الإعلامي والمستوى الجماهيري لهذا يجب أن يتحرك المفكرون والمثقفون رياضياً لتغيير حال الوسط الرياضي حتى نضمن نجاح مسابقاتنا ونستطيع التركيز على مواطن الخلل حتى تعود رياضتنا كما كانت وأفضل .

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...