بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 يناير 2012

في النصر إيجابية العمل مرهونة بإنجاز

يقف الناقد والمتابع للشأن النصراوي حائراً أمام حال النصر المتغير من حين لآخر دون أن يستطيع أن يستنبط النقاط المهمة التي تتحكم في الفترة الحالية للنصر، أو حتى الفترة السابقة، فالأمير الوليد بن بدر حامل لواء التصحيح هذه الأيام أهدافه معلنة وتتمحور حول تخفيف العجز المالي للنادي وترتيب الشأن الإداري لفريق كرة القدم، ورئيس النادي يتحدث عن المنافسة على بطولتي كأس الملك وولي العهد، ولا أعلم إن كان هناك قرار متفق عليه بين الرئيس والمشرف في عملية دمج الأهداف أم لا، والسير بالنادي في كلا الاتجاهين معاً - أعني التنظيم الإداري والمالي وتحقيق البطولات- وهل النصر قادر حالياً على تقديم نفسه وفق ما يراه الرئيس والمشرف العام؟ فالمعطيات المتوافرة حالياً تمنح للطرفين فرصة المغامرة على مبدأ (إما أن نكسب كل شيء، أو نخسر كل شيء)، وهنا يتطلب الوضع إشراك جماهير النصر في الأمر، ومن ثمّ الاهتمام بنتائج الفريق، وخصوصاً في مباريات كأس ولي العهد، وتحديداً في مباراة دور الثمانية القادمة مع الهلال، حيث ستكون هذه المباراة بمثابة المفتاح أو المدخل الأساسي لقبول فكرة دمج الأهداف بين رئيس النادي والمشرف العام.
الوضع في النصر مختلف تماماً عن أي نادٍ آخر، فالفريق مبتعد عن البطولات منذ زمن طويل، والضغوط تحاصره من كل الاتجاهات، وأسلوب التعامل مع الموقف مفقود، ولا يوجد حتى هذه اللحظة أي مخرج لهذا الوضع إلا من خلال تحقيق بطولة وقتية تمنح القائمين على شؤون النصر فرصة البناء والعمل دون انتظار النتائج التي قد تعيق تقدم الفريق، ولعل خير دليل على هذا الأمر نادي الأهلي، فلم يكن أفضل حالاًً من النصر في الموسم الماضي إلا أنه حقق بطولة كأس الملك، وتحسنت نتائجه وأصبح المرشح الأبرز بين فرق المقدمة للحصول على بطولة الدوري هذا الموسم. إذن حتى يخرج النصر من هذا النفق المظلم يجب أن ينتهج هذا النهج، وهو التفكير أولاً في الحصول على بطولة كبطولة كأس ولي العهد ، فعليه أن يرمي بكل ثقله فيها مهما كلف الأمر دون النظر إلى العجز المالي الذي يعمل المشرف العام للفريق على تقليصه، ولن يحدث هذا إلا باستقطاب نجوم يصنعون الفارق داخل الملعب حتى لو كلف الأمر مبالغ باهظة في سبيل عودة النصر إلى خارطة البطولات وتخفيف كل ضغوط السنوات الماضية. فحينما يتمكن النصر من تحقيق أي بطولة قريبة ذات نفس قصير سيتمكن المسؤولون عن هذا النادي من السير به وفق أهدافهم المستقبلية دون الحاجة إلى الالتفات لمن يريد الاستفادة من وضع الفريق المبتعد عن البطولات حتى يستمر تحت الضغط بعيداً عن أي حلول تخرجه من دوامة الخسائر المتتالية للبطولات.
يوجد بالنصر كوادر إدارية وعقول مميزة تستطيع أن تقدم عملاً جيداً، لكن قدرهم أنهم يعملون في نادٍ يملك قاعدة جماهيرية كبيرة لا يهتمون بالأشياء التي يرون -من وجهة نظرهم- أنها ثانوية، فهم يريدون إنجازات وبطولات تضيف لهذا الكيان العظيم مزيداً من المجد، ولا يعنيهم أي أهداف أخرى مثل التنظيم وتخفيف العجز المالي، فجميعها أشياء لا تقدم لهم منجزاً يسعدهم ويُنمي علاقتهم بهذا الكيان الذي أصبح جزءًاً منهم ومن حياتهم اليومية ويستحوذ على قدر كبير من أوقاتهم في الحديث عنه؛ لهذا فإن العمل الصحيح في الفترة القادمة وفق نظرة واقعية لحال النصر ينبغي أن يركز على تقديم منجز في أقرب وقت؛ ومن ثم النظر في الجوانب الأخرى.
دمتم بخير ،،

سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...