بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 يناير 2012

هيئة دوري المحترفين وحقوق الأندية

هناك سرٌّ غامض تحرص هيئة دوري المحترفين على عدم البوح به مهما كان الثمن، وقد جنَّدت الهيئة أعضاءها في الدفاع عن هذا الأمر وعزل الإعلام عن الخوض فيه، وذلك من خلال عدم التعاطي مع الموضوع إعلامياً؛ حتى لا يترتب عليه كشف للحقيقة الغائبة، إلى أن وجدت لها - وأعني هنا هيئة دوري المحترفين- مخرجاً ربما يقبله الإعلام وتخرج من مأزق السؤال المتكرر عن حقوق الأندية من عقد (زين) عندما ذكرت سبب عدم إفصاحها عن قيمة عقد شركة زين مع هيئة دوري المحترفين، حيث ذكرت على لسان مدير الهيئة: (الراعي الرسمي لدوري زين يرفض الإفصاح عن أي أمر يتعلق بقيمة العقد المبرم بين هيئة دوري المحترفين وشركة زين)، لعله بهذا الكلام يخرج من مأزق عدم الشفافية مع الإعلام والأندية والشارع الرياضي بكل ميوله. الغريب في الأمر أن مدير الهيئة الأستاذ محمد النويصر يرى ويسمع أصوات الأندية وهي تئنّ تحت وطأة الفقر وقلّة الحيلة والحاجة، ويدرك جيداً أن بعض الأندية التي قامت عليها الشراكة في الأصل بين هيئة دوري المحترفين وشركة زين لا تملك رعاة رسميّين، وهي تبحث عن مصادر دخل سريعة لمعالجة أوضاعها المالية، بينما قيمة العقد المبرم بين هيئة المحترفين وشركة زين لم يقدم منها شيء للأندية، والغموض ما يزال قائماً حيال هذا الأمر. استبشرت الأندية خيراً عندما وقعت الهيئة مع شركة زين، وتوقعوا أن أنديتهم ستنتقل من حالة الفقر والتسوُّل إلى الاكتفاء الذاتي، حتى لو بشكل نسبي، غير أن تلك الأفراح لم تدم طويلاً وفوجئوا بهضم حقوقهم ولو بشكل وقتي، تلك الحقوق التي لا يعرفون عنها شيئاً، ولم يشاركوا في وضعها، على الرغم من أن الشراكة هي في الأصل قائمة على وجودهم، لكن لا يحق لهم التوقيع على بنود العقد، وحتى تكون المعلومة واضحة بالشكل الصحيح لو سألت أي رئيس نادٍ عن مقدار حقوق ناديه لدى هيئة دوري المحترفين فلن تجد عنده جواباً؛ لأنه فعلاً لا يملك المعلومة الصحيحة في هذا الشأن! تُرى ما الأمر الذي يدفع الهيئة لعدم الإفصاح عن بنود العقد مع شركة زين؟ هو سؤال يتردَّد في كل حين، وخصوصاً عندما نعرف أن هناك لاعبين محترفين سعوديين وغير سعوديين أمضوا عدة أشهر بلا رواتب، والمتابع للوضع المالي لكثير من الأندية يدرك حجم الضرر الذي يقع على الأندية من جراء تأخر تلك الحقوق أو عدم صرفها. يتردّد من حين لآخر أن شركة زين الراعي الرسمي لدوري زين ليس لها علاقة بحقوق الأندية المالية، وليس بينها وبين الأندية البالغ عددها 182 نادياً أي عقد يلزمها من الناحية القانونية، بل من المؤسف أن تظهر تصاريح رسمية من بعض المسؤولين في الشركة ينفون تماماً أي حقوق على شركتهم للأندية، وهيئة المحترفين ممثلة في المدير التنفيذي للهيئة ما تزال تلتزم الصمت، وعندما تحدث مديرها التنفيذي لم يكن في حديثه ما يجعل الأندية تستبشر خيراً، بل دعم موقف شركة زين، وما زلت مصراً على أن هناك أمراً غامضاً تجاه هذه الحقوق التي شكَّلت أزمة وتوتراً إعلامياً بسبب غياب الشفافية وترك الأمر دون توضيح للاستنتاجات والتأويلات. أشفق كثيراً على حال الأندية ممثلة في رؤسائها عندما أجدهم يسترجون صرف حقوقهم من هيئة دوري المحترفين ومن النقل التليفزيوني، وهم حائرون حول من يملك فرض القرار وإلزام كل جهة بدفع ما عليها من التزامات، ليبقى الأمر بين المطالبة والتوسُّل والتصعيد الإعلامي لعلهم يتمكَّنون من الحصول على حقوقهم ولو بعد حين. وقفة: الإنسانية تُقاس بقدرتها على الاعتدال، لا بقدرتها على التجاوز والتعالي على الآخرين. دمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...