بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 13 يناير 2012

حوار المثقفين


حوار المثقفين
لا أعلم، هل هي تركيبة مجتمع جُبل على عدم فهم الحوار بشكله الصحيح، أم هي تربية تجاهلت هذا الأمر وأصبحت الغوغائية عند (البعض) هي ما يتحكم في كثير من نقاشاتنا على كافة الأصعدة الثقافية منها والسياسية والرياضية؟!
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننجح في أمر معين أو نلتقي في نقطة واحدة تقدم لنا الفائدة وتعدل كثيراً من أوضاعنا الاجتماعية ونحن بعيدون كل البعد عن اختيار الأسلوب الأمثل في التحاور لإيجاد الحلول لبعض القضايا التي تحتاج للتحاور والتقارب في وجهات النظر وعدم فرض الآراء وأحادية الطرح.
ولو جاز لي -عبر هذه الزاوية (الرياضية)- مناقشة هذه القضية بعيداً عن الرياضة وهمومها على الرغم من أنها تحدث في الرياضة بشكل يومي، فإنني أتجه بكم إلى حادثة مختلفة تماماً وقعت بين مثقفي هذا البلد في الأيام الماضية، وتحديداً في الملتقى الثقافي الذي دارت أحداثه في فندق الماريوت بالرياض قبل أسابيع، فهذه القضية كشفت لنا بعضاً مما يفعله مثقفو هذا البلد في أسلوب الحوار والنقاش وإصرار كل طرف على أنه يملك الحقيقة وأن وجهة نظره هي المسلّم بها دون النظر لما يقوله الآخر، ومن خلال هذا الموقف المتعجرف من كلا الطرفين تنكشف حقيقة واقعنا وتجعلنا نتيقن من أننا أمام أمر خطير لا يجب السكوت عليه أو عدم الاهتمام به. هي قضية عامة رسخها المجتمع بين أبنائه وبناته، وإن لم نبدأ في علاجها وتقديم الجانب التصحيحي لها وفق ما يراه العقل والمنطق سنجد أنفسنا خارج كل مناهج الفكر السليم المثمر الذي يقودنا إلى التصحيح والتنمية من أجل تقديم الأفضل لمجتمعاتنا بكل توجهاتها الدينية والثقافية.
نحن نعيش - بكل ظروفنا المتأخرة كمستوى فكري بعيد عن كل جوانب النجاح إلا فيما ندر- نتحدث دائماً عمّا يهم المجتمع وننتقد كثيراً
بعض الجوانب المظلمة في حياتنا دون أن نقف ولو للحظة نبحث عن شمعة تنير طريقنا قبل أن نعتاد العيش بعيداً عن النور، لم ندرك جيداً أن الحياة بكل ظروفها تحتاج إلى تواصل وتقارب، ولن يحدث هذا إلا من خلال خلق بيئة تحاور وقبول للآخر بكل أفكاره دون الضجر أو المساس بكيانه الإنساني؛ وحتى يحدث هذا يجب إعادة مراجعة بعض المفاهيم الخاطئة التي ورثها مجتمع عنيد في مجمله وتربية لم تكتمل جوانبها الصحيحة؛ لهذا كانت النتائج مجتمع مغلق على ذاته يرفض أي فكر جديد يخالفه في توجهاته وأنماط حياته الماضية.
عوامل النجاح كثيرة ومرتبط بعضها ببعض، ويحكمها الحوار الناجح بعيداً عن (الخوار) –إن صح التعبير- الذي يعيدنا إلى الوراء ونحن في أمسّ الحاجة إلى من يدفعنا إلى الأمام.
هكذا وجدت نفسي منغمسا بين هذه الأسطر ابحث بين كلماتها عن داله تقودني لفتح نقاش بطريقة تحفظ لي حرية الطرح دون مصادرة حق الآخرين ، ولا أخفيكم سراً أنني أكتبت هذه الكلمات تحت فكرة مبهمة قد يجدها البعض مفيدة لإعادة صياغة ما قد يتحقق من نتائج إيجابية ينعم بها مجتمعنا المسلم الذي شكّل عبر تاريخه المجيد علامة فارقة في مسيرة كل الحضارات من حولنا، إلا أننا بكل هذا الإرث العظيم أصبحنا غرباء حتى عن ماضينا الذي ملأ الدنيا فخراً واعتزازاً بكل جوانبه الجميلة والمضيئة، ولو أعدنا دراسة هذا الماضي واستطعنا أن نركز في أهم عوامل تلك النجاحات لوجدنا أن )الحوار( السليم وقبول جميع الأفكار من مختلف التوجهات مع العمل على تقويمها بشكل يمنحنا مزيداً من الرقي لتغيرت كل مفاهيمنا، ولانعكس هذا الجانب على كل جوانب حياتنا بالإيجاب. هذا فعلا ما ينقصنا حتى يفهم بعضنا بعضاً ونقدم أنفسنا بشكل يُثري مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة.
دمتم بخير ,,
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...