بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 أغسطس 2020

«نصر كارينيو والمنطق»

 

 

 لم تكن إقالة السيد كارينيو من تدريب الوحدة أمرا مستغربا، بعد تردي النتائج في الفترة الأخيرة، بل هو القرار المناسب رغم تحفظي الشديد على كثرة إقالة المدربين في الدوري السعودي تحديدا، لكن قرار إقالة كارينيو جاء في الوقت المناسب؛ حتى يعود الفريق لوضعه الطبيعي قبل التوقف، ففي كرة القدم أحياناً يحتاج الفريق لتغييرٍ في منظومة العمل، إما يكون تغييرا فنيا أو تغييرا إستراتيجيا، أو تغيير بعض الأهداف لصعوبة تحقيقها في الفترة الآنية.

في الوحدة كان التغيير فنيا باستبعاد كارينيو وتقديم مدرب وطني لإكمال مهمة الموسم، ولا أظن أن التغيير هنا سيكون مؤثرا بشكل كبير، حيث إن المدرب الوطني عيسى المحياني كان يعمل مساعدا لكارينيو في الفترة السابقة؛ وبالتالي التأثير السلبي لهذا القرار قد يكون ضعيفا إلى حد ما.



إن مناقشة هذه الإقالة دون معرفة كل التفاصيل تبقى استنتاجات لا يمكن الجزم بها، لكن حين تكون بعض الاستنتاجات خارج إطار المعقول، وتدخل في إطار التضليل ومحاولة فرض معلومة غير صحيحة على المتابع الرياضي، هنا من الواجب على إدارة الوحدة أن توضح الأمر، خاصة إذا كان هناك طرفٌ آخر متضرر من هذا التضليل الإعلامي الذي بُني على فكرة تعصبية بحتة.

وقد استبعد حاتم خيمي الرئيس السابق لنادي الوحدة أن يكون سبب إقالة كارينيو هو التصريح الذي أدلى به بعد المباراة، وذكر ما يثبت نفي ذلك الأمر، واستشهد بفترة رئاسته حين أقال المدرب المصري ميدو؛ بسبب تجاوزه على أحد المشجعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل مَن تبنُّوا فكرة أن الإقالة جاءت بسبب تصريح كارينيو ضد النصر، هم مجرد مجموعة متعصبين يسعون لوضع حدث بدل أحداث أخرى، حتى لا تؤثر على مسيرة فريقهم، ولا أعتقد أن الفكرة هنا غير واضحة، ولا أريد أن أسهب في توضيحها، لكن الأهداف من نشر بعض المعلومات المضللة، والتي لا تستند على حقيقة واضحة هو لإخفاء معلومات أخرى وعدم التطرق لها، أو دعم لفريق آخر يتضرر من نفس الفكرة لكن بشكل مختلف، وجميعها تدخل في منطقة التعصب حتى وإن كانت الأهداف مشروعة، كما يعتقد بعض الإعلاميين والجمهور.

خلال تاريخ النصر الكبير لم يتوقف التشكيك في إنجازاته، وهذا أمر طبيعي في المنافسات الرياضية ذات الطابع الجماهيري، لكن أن يحاول البعض فرض الاستنتاج على أنه أمر واقع، فهنا يجب أن نعرض بعض المعلومات التي تثبت أن النصر بريء من تلك الاستنتاجات المضللة، بمعنى أن النصر لو يحظى بدعم خاص ومن أي نوع لما بقي 20 عاما بعيدا عن الدوري، ولما خسر مدافعه البرازيلي في أهم مباراة له في الموسم لأسباب مجهولة حتى الآن، هذه التبريرات ليست دفاعا عن النصر، بل الهدف منها إعطاء العقل فرصة لتفسير الأمور ووضعها في نصابها الصحيح وفق المنطق المستند على معلومات صحيحة وأحداث حدثت لا يمكن التشكيك بها.



ودمتم بخير...

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2038009

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...