بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 أغسطس 2020

مع النصر... القوة لا تكفي!

 

 

 أحيانََا يعيش المتابع لمنافسات كرة القدم بكل تفاصيلها حالة من الذهول والتعجب على بعض الأحداث والنتائج غير المنطقية، التي توحي له بأن عالم المستديرة يحمل في طياته الكثير من المفارقات الغريبة، التي ربما لا تجتمع في أي مجال آخر غير لعبة كرة القدم.



تلك الحالة بكل أبعادها وتفاصيلها مبنية على حدث يحدث في جزء من الثانية ليشكل رأيََا عامََا في المجتمع الرياضي، ويصبح حديثه لفترات زمنية طويلة، فالذاكرة الرياضية ما زالت تحمل الكثير من تلك الأحداث التي يكتنفها الذهول والتعجب، وتطرح على أنها أحداث غريبة، حدثت إما بصورة فيها تعمد واضح حتى تكون الفائدة موجهة لفريق معين، أو أنها حدثت بهدف إشعال الوسط الرياضي؛ لجعل عملية المتابعة والتركيز أكبر كنوع من الإثارة.

لا يكاد يمضي موسمٌ رياضيٌّ خاصٌّ بكرة القدم في كل أرجاء العالم إلا يحمل في تفاصيله الكثير من الأحداث، وحالة الرضا تسود جماهير الفريق المنتصر في الموسم والذي حقق الإنجاز الأفضل، وبقية الفرق تشعر بحالة من الظلم، قليل منهم من يعترف بالتقصير، ويرى أن الأمور كانت متوقعة؛ لأن الأخطاء كانت كثيرة مما أفقدت الفريق وضعه الطبيعي وخسر فرصة المنافسة في الموسم وفق الأهداف الموضوعة مسبقًا.

على سبيل المثال نادي الاتحاد الذي ما زال يعيش مع جمهوره حالة من الذعر والخوف على مصير فريقهم في الجولات القادمة، هم على الصعيد الإداري والفني يعرفون بأن الحالة الاتحادية المتراجعة لها أسباب، والكل تقريبًا يعرف الخلل وينتظرون من يجيد عملية الإصلاح.

لكن الملفت للانتباه في هذا الموسم هو الوضع النصراوي كفريق كرة قدم، فقد أجمع النقاد الفنيون على أن النصر أقوى وأفضل من الموسم الماضي في ما يخص الدوري، فحالة الانسجام والتوافق الكبيرة في منظومة العمل داخل النادي لا تكاد تشاهدها في ناد آخر، لكن النتائج المتعلقة بالدوري حتى الآن لا تعطي مؤشرًا بأن النصر سيكون بطل الدوري رغم أحقيته بذلك، فالعمل الفني في النصر كبير، لكن بعض الظروف الخاصة بالمشهد التحكيمي والإداري أفقدت النصر تقريبًا فرصة المحافظة على بطولة الدوري.

النصر فعلًا تضرر من أخطاء التحكيم، ولا أعرف كيف تطبق تقنية الفيديو وتحدث تلك الأخطاء الفظيعة التي تُخسر بعض الفرق فرص المنافسة.

في الديربي الماضي فقد النصر فرصة الفوز بالدوري بسبب أخطاء تحكيمية أولًا، ثم إدارية، التحكيمية كانت واضحة وأشبعت طرحًا ولا أريد الخوض فيها، أما الإدارية فكانت تتمحور حول مشاركة المدافع البرازيلي «ما يكون» في الديربي الماضي، وكل ما صاحبها.

إذًا ورغم قوة النصر كفريق والتي يتفق عليها الجميع، إلا أنه بسبب الظروف الخارجة عن السيطرة سيخسر النصر فرصة المحافظة على لقبه.

بالمختصر وما أريد أن أصل له هو أنه مهما بلغت قوة أي فريق فنتائجه أحياناً مرتبطة بحالة التوفيق التي يجب أن تصاحب المسؤولين عن تنظيم تلك المسابقة، فحين يفشل المسؤول في اختيار طواقم التحكيم لإدارة المباريات، وتحدث الأخطاء فهذا أمر خارج عن إرادة الفرق المنافسة، وقس على ذلك بقية اللجان المرتبطة بتنظيم تلك المسابقات من فنية وإدارية.

ودمتم بخير

 

رابط المقال : https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2038907

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...