بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 14 أغسطس 2020

النمر الاتحادي مات !

 

 

 في محيطنا العربي حين يأتي الحديث عن كرة القدم السعودية تجد الكثيرين يتحدثون عن «اتحاد جدة»، ويصفونه بأحد أهم الأندية في آسيا لتاريخه الآسيوي الكبير، هذا التاريخ العظيم الذي ارتبط بالاتحاد كنادٍ سعوديٍّ وبجدة كمدينة عريقة ومهمة في السعودية يتراجع كثيرًا، وقد أصبح مهددًا بالهبوط بشكل كبير، ولا أحد الآن يريد الخوض في تفاصيل هذا الانهيار، بل إن كل تركيزهم على كيفية نجاة الاتحاد من هذا المأزق الكبير الذي يهدد مسيرته وتاريخه العريق.

والبعض يتحدث عن أندية عالمية كبيرة وصلت لما وصل إليه الاتحاد الآن من انهيار، بل بعضهم وصل لمرحلة أسوأ من مرحلة الاتحاد، ويجدون هذا الأمر من الأمور الطبيعية، فدوام الحال من المحال، إذ لا يمكن أن يبقى الاتحاد بطلًا طوال عمره، ولا أن يبقى في حالة الانهيار، هي مرحلة صعبة ومهمة في تاريخ الاتحاد، تجاوزها مرتبط بعوامل كثيرة، أهمها أن يقاتل الجميع بصدق على أن يبقى الاتحاد ضمن أندية المحترفين، وأن يتّحد الجميع في سبيل ذلك، فالتحدي اليوم أخطر من أي شيء سابق، فأي خطأ سيكلف الاتحاد كثيرًا، وسيصبح الأمر معقدًا كثيرًا، فلا يمكن أن يتصور الجميع أن يُشاهَد نادٍ مثل الاتحاد يخوض غمار منافسات الدرجة الأولى.



إن الحديث هنا ليس فيه تقليل من دوري الدرجة الأولى، بل إن بعض مباريات الدرجة الأولى أقوى من بعض مباريات دوري المحترفين على كل الأصعدة، لكن حين نناقش حالة فريق مثل الاتحاد نشعر بكثير من الحزن وعدم القدرة على استيعاب ما يحدث له الآن، وما قد يحدث في المستقبل إن بقي الحال كما هو الآن.

هذه المرحلة إن تجاوزها الاتحاد يكون قد صنع شيئًا كبيرًا، سيذكره التاريخ رغم قسوة هذه الذكرى، لكن سيصبح عملًا بطوليًّا يسجل لكل أفراد المنظومة التي تعمل الآن، بالنسبة لي وربما لكلِّ اتحاديٍّ بقاء الاتحاد في دوري المحترفين يعتبر نجاحًا كبيرًا للجميع، فاليوم موضوعنا مختلف والحالة مختلفة، وتشخيصها مختلف وعلاجها أيضًا مختلف، لكن يجب أن يدرك الجميع أن الأوضاع الآن صعبة وتحتاج تعاملًا مختلفًا، فلا يجب أن يتعامل الاتحاديون مع هذا الوضع على أن فريقهم بطل، وقد ينهض في أي لحظة، فالنمر الاتحادي اليوم مات، فعلًا قد مات! بقي الاتحاد الضعيف الذي يصارع على الهبوط، ويجب أن يهبط على أرض الحقيقة حتى يستطيع أن ينجو، والإحساس بأن الاتحاد متى ما دخل أي مباراة حظوظ الفوز عنده مرتفعة يجب أن تُنسى تمامًا، فالحظوظ اليوم تغيرت، وحتى لا يتفاجأ الاتحاديون بالأسوأ يجب أن يستيقظوا، فالمرحلة اليوم كارثية، واتحاد جدة سيخسر اسمه ولقب مدينته الغالية التي التصقت به لسنوات طويلة.

إن الإحساس بخطورة الموقف الاتحادي جزء من نجاة الاتحاد من الهبوط، ومرحلة تتطلب تضافر الجهود من الجميع في مقدمتهم اللاعبون، هي ست مباريات كفيلة بأن تبقي الاتحاد مع الأقوياء في دوري المحترفين.

ودمتم بخير...

 

رابط المقال : 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2037090

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...