بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

يكرهون النصر ..!

الغريب في الأمر أننا لا نشاهد بعض الأدوار البطولية، والتي تتسم بالأخلاق والروح الرياضية، إلا في حالات معينة، ويتم التغاضي عنها في مكان آخر، لأهداف معينة، قد يجد فيها المتابع الرياضي، صاحب العين الفاحصة، غيابا واضحا للعدل والمساواة، وهذا فيه (تناقض) يُفقد الكثيرين ممن يسيرون على نفس النهج المصداقية، ويرفع من وتيرة التعصب والاحتقان في الشارع الرياضي، دون أن يكون هناك رادع أو مراقبة ذاتية، تعتمد على إنعاش بعض الضمائر النائمة، التي لا نجد فيما تقول، إلا الظلم والتجاوزات الواضحة والمكشوفة، والبعيدة كل البعد عن الحقيقة . رياضتنا منذ زمن ليس بالقصير، وهي في منزلق (التعصب)، بسبب بعض المتعصبين الذين وجدوا في الفضاء الإعلامي، مكاناً رحباً ومساحة كبيرة، لتمرير بعض الأجندات لإسقاط البعض، والهدف إضعاف المنافسين، حتى يبقى فريقهم هو البطل، والشواهد كثيرة في هذا الجانب، تُعطي ما أقول طابع الحقيقة، حتى وإن وجد من يجادلني فيها. في البداية، صوروا لكل الرياضيين والمتابعين، بأن الكابتن حسين عبدالغني هو الجاني، ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال، مجنيا عليه في قضيته مع تيسير ال انتيف، وهم في الأصل لم يحضروا الواقعة، كما حدثت بينهما في الموسم الماضي، واليوم يتكرر الموقف ذاته، رغم وضوح الصورة، وعند مَن كانت المبادرة بعدم المصافحة، إلا أن البعض أصر أن يجعل القضية برمتها، تقع على عاتق حسين عبدالغني وحده، والهدف واضح . لن أقول الميول، بل سأقولها بكل صدق ووضوح، هم (يكرهون النصر)، الذي لم يعد نصراً، كما كان في سابق عهده.. ! فكيف هو حالهم لو عاد هذا الفارس للواجهة مرة أخرى؟.. لكن كيف يعود .. !! وهناك من يرمي بكل ثقلِه حتى لا يعود؟.. هم قرروا بأن يجعلوا منه نصر الذكريات فقط. ولن يتحقق له مستقبل جديد، طالما هم يقفون خلف كل ما يعيق تقدمه. كنت ومازلت، أمقت فكرة المؤامرة، ولا أعيرها أي اهتمام، بل على العكس تماما، كنت أسعى ـ في كل حوار يكون النصر طرفا فيه ـ إلى ترسيخ مفهوم العمل، وبأن ما يحدث في النصر، سببه ضعف العمل المقدم، ونقص في الجوانب الفكرية، التي تساهم في رفعة النصر وتقدمه، أما اليوم. أجد نفسي مجبرا على التخلي عن هذا المفهوم، ولو بشكل مؤقت؛ لما شاهدته خلال الأيام الماضية؛ هناك من يسعى جاهدا لإيقاف حسين عبدالغني، من قبل لجنة الانضباط واللعب النظيف، وهم يدركون جيدا ماذا يعني هذا الامبراطور للنصر، والكتيبة النصراوية. لو أن الحقيقة عبارة عن بعض الاتهامات، لربما شك المتابع بمصداقية حسين عبدالغني، في كل تصريحاته، لكننا أمام حقيقة شاهدها الجميع عبر التلفاز، ولو أعيدت تلك اللقطة التلفزيونية مليون مرة، لن تجد من يشكك في مصداقيتها.. لكن هناك من فعلوا وشككوا فيها، وهم اليوم وعبر المنابر الإعلامية، يسعون جاهدين لإيقاف حسين، حتى يصادق الجميع على غياب الحقيقة، وتفشي الظلم، ونحن في النهاية نمارس رياضة، نسعى من خلالها إلى ترسيخ المفاهيم الأخلاقية، أكثر من اهتمامنا بفوز أو خسارة. أعجب كثيرا ــ ولستُ هنا حاسدا أو متشفيا ــ من قدرة التحمل والصبر، التي يملكها امبراطور النصر حسين عبدالغني .. الرجل رغم كل شيء مازال يقدم أروع المستويات الفنية، وهو في سن يسمح له بإعلان الاعتزال، وهجر كرة القدم نهائيا، والخروج بنفسه من كل هذه الأجواء المشحونة، والمشبعة بالتعصب، إلا أنه لم يتأثر بأي حديث، ولم تهزه أية قضية، مازال صامدا صلبا أمام كل حاسد وحاقد، يسير وكأنه يُشعر كل من حوله، بأنه أهل لكل شيء. للمواجهة .. وللتحدي .. وللإبداع .. وللتضحية .. يملك كاريزما مختلفة، قد يكون أمثاله من النوادر.. باختصار هو حكاية (مبدع) .. يطيب ذكرها في كل حين . بكل أمانة وبرغم كل أخطاء حسين، منذ أن بدأ يتعلم ركل الكرة، إلا أنني لا أجد فيه إلا الصورة المشرفة والمتميزة، لمسيرة نجم يجب أن يحظى بكل شيء.. ولو كنت أتمنى شيئاً لهذا الامبراطور لتمنيت أن يحصد مع النصر بطولة كأبسط شيء، يمكن للقدر أن يقدمه لنجم مختلف بكل المقاييس. في مباراة الفيصلي، ومن لم يشاهد هذه المباراة، عليه أن يبحث عن اللقطات، التي كانت تخص حسين عبدالغني في المباراة، لو لم نعرف عمره الحقيقي، لقلنا نجم من شباب النصر، يقود فريقه لانتصاره الثالث على التوالي . بقي أن أهمس في أذن الامبراطور ، وأقول له: أمثالك من النجوم، جعلوا لكرة القدم معنى وجمالا، فأنت حديث الجميع بكل أحوالك، وقد يكون هذا الموسم هو آخر عهد لك بالكرة - رغم أنني أتمنى استمرارك موسمين آخرين، لكن يبقى القرار لك - فأتمنى أن تستمر كما أنت، وأن تنتهي بنفس القوة التي بدأت بها، وكانت عنوانا واضحا لمسيرتك الرياضية الحافلة. ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com تويتر @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...