بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

لجنة الحكّام وسياسة العمل

لجنة الحكّام وسياسة العمل قضاة الملاعب في ملاعبنا أصبحوا يعيشون وضعاً نفسياً صعباً؛ بسبب حالة عدم الرضا السائدة عنهم في الوسط الرياضي، وهذا بالتأكيد له تأثير سلبي يفقدهم التركيز والثقة، ولن نجد تفسيراً لما يحدث من قرارات تحكيمية (كوارثية) غير الوضع النفسي الذي يعيشه الحكم السعودي والذي أصبح واضحاً للعيان دون تعمد، لا سمح الله. جميع مباريات دوري عبداللطيف جميل مهمة إن لم تكن لأجل الصدارة والمنافسة ستكون من أجل حجز مقعد آسيوي أو من أجل الهروب من الهبوط، هذه كلها عوامل ترفع من وتيرة التنافس وتجعل الحكم تحت الضغط بشكل مستمر خصوصاً في ملاعبنا المشحونة إعلامياً وجماهيرياً، ناهيك عن بعض الأحداث التي يكون فيها التجاوز شخصياً ضد بعض الحكام من بعض الجماهير..! التحكيم السعودي قد يكون بريئاً من تهمة التعمد، لكنه يعيش أسوأ حالاته، والحلول المقدمة من لجنة الحكام لم تصنع شيئاً، بل كانت في كثير من المرات سلبياتها واضحة..! فعلى سبيل المثال: عندما تواجه حكماً بأخطائه على مسمع ومَرْأى من الجميع فكأنك توبخه وتقلل من إمكانياته الفنية أمام المتابع الرياضي، والحكم بالنظر لكونه بشراً (يتأثر) نفسياً عندما تكلفه بمباراة لذات الفريق الذي تسبب في أخطاء ضده فكأنما تقول له الآن أمامك الفرصة حتى تصحح أخطاءك في المباراة السابقة، إذا كان رئيس الحكام ينشد (الإصلاح) من وراء الاجتماع الشهري فمن المفترض أن يناقش حكامه داخل لجنته بعيداً عن الإعلام ويحاط بسرية تامة، مع إدخال بعض التحسينات على هذا الإجراء، كأن يستعين ببعض الخبراء في مجال التحكيم من الخارج في الدوريات الأكثر شهرة ومتابعة؛ بهذا ستكون الفائدة أكثر واقعية للحكم السعودي. رئيس لجنة الحكام عمر المهنا إنسان مجتهد يحاول ويفكر ويبحث عن (حلول) من أجل التطوير، وهذا ما لمسناه منه منذ توليه المنصب، لكنه -بناءً على (طبيعة) شخصيته التي تتسم بالشدة وربما عدم الخوض في أي نقاش أو مقترح يتنافى مع توجهاته- أدخله في إشكاليات يصعب من خلالها مناقشة أخطائه، وهذا أمر (ليس) في مصلحة العمل ولا يساعد على إحداث نقلة تفيد التحكيم وتجعله في حالة أفضل ممّا هو عليه الآن..! مازال رئيس لجنة الحكام أمامه عمل كبير، ولديه الفرصة الكافية حتى يقدم عملاً (مقنعاً) يكسب رضا الأغلبية في الوسط الرياضي، لكن بمثل هذا النهج الأمر صعب، وحتى يتغير الحال (مطلوب) منه بعض القرارات التصحيحية من ضمنها: وقوفه التام مع الحكم السعودي ودعمه باستمرار، والبحث عن حكام جدد لهم مميزات معينة تخفف من نسبة الضغوط النفسية التي يعيشها الحكام النخبة في هذه الفترة، وكذلك الاعتماد على إعادة صياغة الحكم السعودي من خلال تنمية الروح الإبداعية والثقة بالنفس؛ وذلك بالاستعانة بمتخصص في هذه الجوانب يعي معنى مواجهة الجمهور وله دراية كافية في مجاله يستطيع أن يفيد حكامنا. من الطبيعي في كل أرجاء المعمورة وفي أي منظومة عمل عندما يشعر المسؤول أن العمل (ناقص) وغير مقنع فإنه يبدأ في التعديل والتغيير، وهذا ما يحتاجه المسؤول عن لجنة الحكام، ويكون التعديل بهدف (تقليص) أخطاء الحكام ولو بنسبة ضئيلة حتى يتحسن الأداء العام وترتفع نسبة التقليص من جولة لأخرى، وهذا لن يحدث إلا عندما يؤمن عمر المهنا بأن ما يفعله الآن في لجنة الحكام عمل (غير) جيد، ومطلوب تغيير بعض السياسات المتبعة في العمل مع البحث عن كوادر إدارية مميزة تفيد العمل وتملك فكراً جديداً يفيد مسيرة التحكيم. لا يوجد رياضي مسرور بعمل لجنة التحكيم وقد ذاع صيتها حتى وصل إلى دول الجوار وبعض الدول العربية، وأصبحت النزاهة والأمانة حديث من لا يدرك سوء ما يتحدث به..! ولا أظن أن هؤلاء لديهم الغيرة على مصلحة رياضتنا أكثر من أهل الشأن أنفسهم، إلا أننا لم نحسن التعامل مع بعض المواقف، وربما ساهم البعض في إظهار هذه الصورة غير الجيدة عن الحكم السعودي. العوامل والظروف لتحقيق العمل الجيد قد لا تكون أحياناً متوافرة للأشخاص، لكن الفكر والنهج الصحيح في العمل قد يفرض تحسن الظروف ويتحول الجميع من حالة عدم الرضا والنقد القاسي إلى حالة الرضا النسبي والتعاطف، بهذا نستطيع أن نقول: إن هذا العمل بقيادة المسؤول قد نجح ويستحق الإشادة.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...